ارتأت “لسان الشعب” نشر سلسلة مكونة من 17 حلقة تهم فضائح احد المحامين المحسوبين خطأ على هيئة الجديدةخلال الاربع ولايات الاخيرة، وذلك تعميمها للفائدة على حديثي العهد بالمهمة، ليستفيدوا من اخطار وأخطاء وفضائح زميلهم السابق، بهدف أخذ العبرة من جهة، ومن ناحية اخرى الرقي بالمهنة كما اريد لها عاهل البلاد، وبإرتداء زيها على يد النقيب الفاضل “عبد الله درميش” في اشارة منه الى وجوب الاستقامة..
محام بالجديدة يتألق من جرو الى كلب بالسمسرة17\1
محمد عصام//
للسمسرة في المهن الحرة عدة أشكال والوان، ففيها المباشر، وغير المياشر، فرغم تجريم وتحريم السمسرة بنصوص صارمة، ظلت حبر على ورق، فبعض المهن على عراقتها وكم اعرافها، لم تتمكن من فرض مدونة أخلاق بجزاءات كافية للردع والضبط، لكن تدخل جهاز النيابة العامة بالجديدة وبتنسيق مع نقيب هيئة المحامين بذات المدينة قلص شيئا ما من السمسرة بمهنة المحاماة. وبقي الظاهر منهم قليلا، والبارز منهم صاحب النعمة المسمومة البادية للعيان، الذي أساء حال المهنة حتى أصبح التباهي بالقضايا وكم نوع السماسرة بين بعض المحامين أمرا عاديا جدا، لا عيب فيه ولا حرج، الأمر الذي جعل هذا المندس في هيئة الدفاع يتحول من فلوس الى ديك رومي، ويتناسى زمن الحذاء الممزق والسروال البالي المتسخ والقميص الرث…
ولعل ايحاءنا يحيل العارفين بماضي صاحبنا على واقعه، فالباز باز ولو زالت مخالبه والكلب كلب ولو مشى على الذهب..
ولم يقف هذا النكرة عند هذا الحد، بل جمع حوله رهبان ونادى في الناس، نحن سند لكل مظلوم وخصم لكل ظالم، وأحكم توزيع الأدوار مع زبانيته، فأضحوا سماسرة بنصيب في الكعكة، وتؤول إليه الفريسة لينهش كما يشاء، ويمد بعضا من أمثاله بالقطاع الاخر، لمساندته على ضمان النتائج، ليحافظ على قسط من المصداقية ويضمن لمقاولته الاستمرار. وذلك بنهجه حيلة للوصول إلى القضايا والاستحواذ على الزبناء، بدون عناء ولا تكلف..
وحيث المواطن مصاب بالهوس الحقوقي، نابع من ثقل وسطو وجبروت وقهر وظلم الماضي، فما تعزف له على وثر الحقوق حتى يصير لقمة سائغة تلتهمه بسهولة، فأوحى له قرينه السعي لترأس تجمع حقوقي واستعار وجوها من حثالة المجتمع، صالحة للغاية، فكان فعلا مكتبا بوجوه لها باع طويل في السفه، هذا منحدر من وسط الدعارة وذاك منحدر من وسط النصب والاحتيال والآخر منحدر من وسط الإجرام..
فقد اختفى من الساحة الرجال الأحرار فعلا، وبرز الحفاة العراة، لكن مهما وصل شأن الكلب فإنه لا يعطي إلا جرو..
هذا الابله نشط اكثر من حقوقيا بالمقلوب في زرع الخدم بكل مكان، بوسط الشرطة والدرك، بوسط المستشفيات، بوسط سائقي سيارات الاجرة، بوسط الموظفين، بوسط الباعة بالأسواق…
والغريب صار هؤلاء الجهلة مشغلين يخيرون الضحية بين الطريقة التي يريد بها الدفاع، هل بالقانون؟ أم بتوسط لدى بعض القضاة المحسوبين عن القضاء خطأ، فالمحامي المعلوم عديم الكفاءة بشهادة العارفين بالميدان، ورئيس شرذمة تحسب نفسها حقوقية صالحة الوجهين.. المهم ان تدفع ولا تكثرت النتيجة.. الحلقة الثانية لاحقا..