بقلم:محمد عصام//
أكلوا الأموال العامة والخاصة بالباطل، لا يفارقهم الرعب أبدا، وإنما يصاحبهم حتى لحظة خروج أرواحهم. الخوف الذي يساورهم مزدوج المصدر، واحد من السماء وآخر من الأرض. الأرواح بداخلهم تدري أن السماء تعلم صنيعهم، وذاتها ترتعد من علم الدنيا بفعلاتهم والعزم على محاسبتهم ومساءلتهم.
أرق هذا الرعب المعيش وجدوا له علاجا في خمرة وفسق دائمين، ينومان الضمير ويؤثران على يقظته، حتى لا يقوى على تعذيبهم، فينفلت من رقابته، ويصيرون يفعلون ما يشاءون.
أولاد الحرام، هؤلاء، وبأي مكان كانوا، بأعلى الهرم أو بأسفل الهرم، وبأي سلك كانوا وفي أي زمان، لا يقبلون بأن يفتضح أمرهم، فيحسبون كل صيحة عليهم، ويتكتلون ويشنون الحرب على كل رافض لما هم فيه وما هم عليه دفاعا عن أنفسهم ضد الحق، المهاجم، المقاتل، الواثق من الانتصار، فان لم يتسن في الدنيا فبالطبع هو حليف الآخرة..
في عالم التشهير والتطبيل والتزمير، لا الجميل المفيد للأمة ولا القبيح الضار بالأمة يصل خبره إلى الأمة، إلا عبر النشرات والمزمرات والمسمعات.. إذن هي وسيلة في الإفادة بالصالح ووسيلة بالإضرار بالطالح، هل تستوي تلك التي استقلت دبّابة ومنها تضرب، بتلك التي امتطت حمارا وسارت على الدرب تنهق، لينشغل الناس بالنهيق عن صوت المدفع..
فلما آلمت جريدة “لسان الشعب” الأشرار وعجزوا عن لجمها لتصمت عن الصدح بالحق، سخروا لها شوافة تحت ستار عشابة من قبل “مسامر المائدة” بباشوية الجديدة وبعض المحسوبين خطأ على قسم الشؤون الداخلية بعمالة الجديدة عكس “لسان الشعب” في الهدف. واختاروا لها قبيح الأصل، لكيلا يستحيي من صنيعيه وتمرر الرسالة القبيحة على محياه.. تروج الأشرار لتستر عيوبهم من جهة، وتشوش على الحرة “لسان الشعب” ليختلط الأمر على الناس في الوجود وفي الحدود من جهة أخرى..
ألا فيعلم أولئك القوم الخبثاء، أن الزمان ما خلى من أمثالهم وأن الزمان ما خلى من الشرفاء و الأحرار، وأنا ما خطت فمي لأقول للعالم أموت جوعا وعطشا ولا أكل حراما وأصدح دوما بالحق في وجه أولاد الحرام…، وإن المزمار الذي تم تسخروه للنيل من “لسان الشعب” ستحدد مصيره ظروف نشاته، المخرج “محامي نصب نفسه للدفاع من خلف الستار عن والدة زوجته الشوافة المعروفة بشارع فرنسا باعتبارها زميلة شوافة حي المنار، وفاشلون ومخبرون ومدسوسون من كافة الإدارات بالمدينة وشواذ” وبالحلقة الراعية اللصوص والخمارة والقمارة.. لامحالة ظروف النشاة هذه، ستجعل من هذا المزمار لسانا لجمعية “كيف كيف” أجلا أم عاجلا.
وأما “جريدة لسان الشعب” فقد عُرف دربها وعاهدت القراء عليه ولن تخون العهد أبدا، ومهما كانت التضحيات.
ويذكر التاريخ كم عاشق للحق وللعدل، كاره للظلم والباطل، محب للحرية والكرامة، كاره للطغيان والإهانة. سجن وعذب لعشقه وحبه هذا..
ويذكر التاريخ، كم منهم على النقيض من ذلك، قُلّدُوا الأمانات وأُجلسوا على كراسي المسؤولية وداسوا رقاب الناس، فأفقروهم و أذلوهم واستعبدوهم وأرعبوهم..
أن السجن للأحرار شرف، ومثل هذه القيم لا يفهمها الأرذال من القوم، مثل العاهرات والشواذ والجاعلين من وظيفتهم المهنية شهود زور للأشرار. هؤلاء القوم للخطر الذي يصيب الأمة منهم، أمر الله الفاعل والمفعول به منهم، وفضل الكلاب عليهم ولم يأمر بقتلها وما فيها من خطر على الصحة وسلامة الأمة للوفاء الذي تتحلى به اتجاه أصحابها وأغراضهم..
إني أعلم كما يعلم الجميع أن تيار الشر لا يستحيي ولو صدحت بالحق بصوت عال في أذنيه. فالشر تمكن من قلبه وسرى في جسده واستفحل، وهل ينفع دواء في سرطان استشرى في بدن؟ ومع ذلك لزم القتال للوقاية منهم لا للعلاج..