لسان الشعب//ن
كعادتهم رجال السياسة يكرهون أفعال الخير التي لا تخدم مصالحهم السياسية، ذلك أن كل خير يصدر عنهم، تجد به سما مصلحيا انتخابيا، لا شيء منهم مجاني محض، ينتظر أجره من الله مياشرة، بل كل خير منهم هو خطة سياسية يرجى منها مصلحة في الدنيا، فإن لم تتبث لهم كرسي المسؤولية فعلى الأقل تلميعه..
الرجل “ولد اسبيطة” بريء من سموم السياسة، رجل تجارة منحدر من “خميس الزمامرة” كون نفسه بنفسه، حتى صار من الرجال الأوائل بالإقليم ظهورا في مجال الخير والإحسان..
حب الرجل للخير والإحسان للناس، جعله لا يهتم لأمور هي من واجبات الدولة، لكونه ليس رجل سياسة يحسب حسابات من هذا القبيل، فتبرع بأرض لبناء مستوصف بمدينة الجديدة عوضا إقامة عمارات لنفسه..
هذا المستوصف دشنه رئيس المجلس البلدي ومن معه بحر الأسابيع القليلة الماضية، وكعادة رجال السياسة نظم العرس الاحتفالي التدشيني، وصوبت عدسات الكاميرات تجاه ثلة من المنافقين عشاق الظهور، ليسجل التاريخ أن “بربيعة” قدم خيرا للسكان..
واستغرب السكان أنفسهم أهل الخير العالمون بمن جاد بالأرض، عدم ذكر الرجل وعدم حضوره التدشين وتغييبه من المشهد، تسألوا واجابوا أنفسهم بأنفسهم، ربما لأن هذا الرجل لا يسايرهم ” تخلويض” السياسة، وبالتالي لا يستحق كرسيا بحفل التدشين وتكريما مشجعا له ولغيره من أمثاله؟ فإن صح هذا، فإنها لعنصرية خبيثة تكره الناس في فعل الخير..