لسان الشعب//
كانت عشرين يوما كافية لاختبار قوة المحامين في المغرب وامتحان وحدتهم وتضامنهم المهني وكانت مجرد تهديدات صادرة عن المديرية العامة للضرائب كافية لتشتيت قبائلهم و نشر الرعب والخوف بين صفوف أغلب المحاميات والمحامين الذين تسابقوا إلى تأدية جزية الضرائب أذلة عن يد وهم صاغرون ، وكانت مهلة أسبوعين كافية ليكتشف المغاربة ان المحامي لم يعد يخيف أحدا بل أصبح الكثير منهم يحمل لقب الخواف أو الخويويف عن جدارة واستحقاق، وثبت للجميع أن المحامين فشلوا في الدفاع عن أنفسهم واستسلموا حتى قبل أن تبدأ المعركة، وأصبحت تحذيرات المحامين المغاربة التي انتشرت في مواقع التواصل وفي بعض المواقع الالكترونية أصغر من الزوابع في فناجين القهوة الصباحية وتساءل الجسم الصحافي عن مصداقية المحامين الذين كانوا بالأمس يهددون ويتوعدون بالإضراب والمقاطعة وسحب الأموال من البنوك والعصيان المدني فشوهدوا وهم يهرولون قبل متم السنة نحو مصالح إدارة الضرائب طالبين الصفح والعفو في مشهد يمثل أكبر مسخرة تشهدها مهنة المحاماة على مر تاريخها العريق،
وهذه الهرولة نحو إدارة الضرائب في زمن وجيز إنما يدل على أن كثيرا من المحامين كانوا يغشون في تصريحاتهم كما يدل ايضا على أن عددا منهم “لاباس عليه” ولا ينتمي إلى الطبقة الوسطى بل هو أقرب إلى الطبقة البورجوازية .
إن مهنة المحاماة كانت لها رهبةوهيبة ولكن معركة الضرائب كشفت المستور وأظهرت أن الكثير من المنتمين للمهنة إنما يختبؤون تحت جلود الأسود وأن أقصى ما يمكن أن يفعلوه هو الصراخ والتنديد والاستنكار مثلهم كمثل العرب وجامعتهم.