محمد عصام//
كثيرا ما يردد العموم في الجلسات، القولة الشهيرة ذات الدلالة العميقة “المال السايب يعلم السرقة”.
الخواص في الغالب يحرصون على حماية مصالحهم ولو اقتضى ذلك اللجوء إلى العدالة الخاصة، لكن عندما يشتركون في مصلحة يسود التواكل في الدفاع عنها، فتصبح هذه الأخيرة مهملة كالأرملة. يسري هذا القول على الأراضي السلالية، المستفيد غالبا ما تكون قبيلة ذات امتداد تاريخي. فكلما ارتفع ثمن العقار وزاد النهم عليه، تنتعش أيضا حيّل الاستيلاء عليه بدون ثمن، خاصة إذا كان صاحب هذه الحاجة ذا نفوذ على جماعة من البسطاء وعديمي الضمير، يخطر على باله بسهولة التأثير عليهم واستمالتهم وصناعة اللفائف العدلية بواسطتهم، تمكنه من قضم الأراضي السلالية “السايبة” قطعة قطعة، وبتحفيظها يخرج للملأ ويصوب أصبعه الوسطى اتجاه الجميع وهو يردد “فزت بالأرض اصنعوا ما شئتم حتى السجن لا يهم” وكيف لا إذا حصد ما قيمته الملايين الطائلة؟
على هذا الدرب توصلت “لسان الشعب” من سلاليي أولاد عمارة بجماعة أولاد حمدان، بما يفيد رفع دعاوى وشكاوى حول اغتصاب رئيس جماعة سابق المدعو “الشهبي محمد” لقطع من الأراضي وصلت 25هكتار باعتماد لفائف مزورة، بعدما لحقهم الضرر كفلاحين صغار قَلَّت مراعيهم بفعل هذا الهجوم الكاسح، فكانوا مضطرين إلى المقاومة كما يقاومون فلسطين الاستيطان الإسرائيلي..
ومن الطرائف التي يرددها أبناء القبيلة السلالية وهم يتسامرون فيما بينهم “الراجل فات الشيطان في العلم والمعرفة السيئة” ويدعي الأمية أمام القضاء للتنصل من العقود التي يبرم وهو يبيع تلك الأراضي المغتصبة بعد تمليكها لنفسه..
خلاصة القول، التهافت على “التخلويض” من أجل الكسب والغنى السريع يتصاعد، ويعول المجتمع على مؤسسة النيابة العامة لمجابهة هذه الظاهرة المرضية في المجتمع، وحقيقة الأمر، أنه يُراد تحميل هذه المؤسسة أكثر مما تثق، وعلى الدولة بكل مؤسساتها أن تتحمل مسؤوليتها وتجد الحل المناسب، قبل أن يفوت الأوان ويتحول المجتمع من لصوص أفراد إلى عصابات تقضي على الأمن في شموليته (السياسي، الإداري، التعاقدي، العقاري، القضائي…)
وتجدر الإشارة أن صاحبنا، سبق له أن أدين بالحبس والغرامة على ذمة حرث جزء من المقبرة بالجماعة المذكورة، ولم يأخذ العبرة، بل زاد في غيه وطغيانه، فاستولى على أراضي أخرى. وأكيد أن النيابة العامة ستكون له بالمرصاد بخصوص الشكاية الرائجة أمامها..