فاطمة الزهراء الأمازيغية//
يشرفني الانتماء لسوس العالمة، معظم أقاربي و أهلي هناك، ولطالما تساءلت وأنا ووالدي و إخوتي نستضاف من منزل إلى منزل، عن سر حرمان البنات في سني من متابعة دراستهن إلى ما بعد السادسة ابتدائي. ظلم تعرضن ويتعرضن إليه. بحق أشفقت عليهن، لما جالست العديد من قريباتي وجاراتهن في مثل سني، وتحدثن إلي والمرارة تعصر قلوبهن، وهن يتحسرن على ضياع العلم من أيديهن بانقطاعهن عن الدراسة قسرا، و هن راغبات بشدة في التعلم. الغضب والسخط مخيم على وجودهن تجاه المتسبب من أهليهن في المصيبة الحالة بهن. إن عددا لا يستهان به من البنات بضواحي مدينتي أكادير وتزنيت، ضحايا مواقف وأفكار ذويهن الخاطئة، المخالفة لتعاليم الدين الإسلامي الحنيف، المكرمة للبنت والآمرة بالتعلم دون تمييز. إن وجود واستمرار وجود هذه الظاهرة بمنطقة سوس العالمة، لأمر مثير للدهشة، فهل يقبل عاقل وجود النظرة الدونية للبنت واستمرار هذه النظرة حية بالوجدان البشري بتلك المنطقة العزيزة من الوطن، المتميزة بالعلم واحترام الضيف ؟
فيا علماء سوس العالمة، إني أدركت بفطرتي، أن جاهلية حول البنت ما تزال معششة في وجدان الرجل الأمازيغي، ويتعين اليقظة تجاه هذا البركان الخامد في الوجدان، كي لا يستيقظ يوما بأفعال الوئد في المهد، لا قدر الله تعالى.