لسان الشعب//
من المستفيد من استمرار مدينة اولاد افرج قرية مهمشة؟ أهي السلطة المحلية تعوق النمو؟ أم هي لوبيات محلية تحاربه لمصلحتها في التخلف الضامن للتبعية والولاء الأعمى؟ أم المشكل بنيوي هيكلي تتحمل طبيعة البشر بالمنطقة مسؤوليته؟.
قد تكون كل هذه الجهات مسؤولة، كل بنصيب. المفسد والمتكاسل موجودان، ويدل على وجودهما حال المدينة – القرية. نقول هذا الكلام بهذا الوصف، لكون المنطقة مؤهلة بإمكانياتها الذاتية، لترقى إلى مصاف مدينة تنمو بسرعة لموقعها واعتمادات اقتصادها الرائعة، تتوسط الدار البيضاء والجديدة وسطات وبرشيد وسيدي بنور… فلاحية نشيطة بامتياز، وتفتقر إلى تعليب وتصدير ما تنتج ولم لا تصنيعه محليا وتصديره مصنعا. من هنا الإعاقة، لا وجود لفرص تشجيع وتطوير، ولا وجود لفرص تشغيل الشباب، ولا وجود لمبادرات تحسين فضاء استقراره وعيشه بهذه الرقعة من الأرض.
فإذا كان المفسدون في هذه الأرض موجودون، ومن أنيطت بـهم مهمة الإشتغال على صالح المنطقة متكاسلون، فإن لم تكن السلطة المحليـة والجماعة المحلية وباقي مصالح الإدارات الأخرى، ومنتخبوا المنطقة من هذا الصنف أو ذاك، فماذا عسـاها تكون، لاهي بالمفسدة ولا هي بالمتكاسلة، فهل هي متفرجة؟
فيا وجوه جهنم، اتقوا الله في الوطن، قراه وحواضره، بشره وحجره وشجره. فكيف يقبل عاقل أن لا يفكر أحد في بيئة الاستقرار بهذه المدينة، وشريحة مهمة من الموظفين والإداريين ورجال التعليم وأطباء وصيادلة وغيرهـم، لا تجد راحتهـا بالسكن بهذا المركز وتضطر للانتقال إليـه من مدينة الجديدة خاصة للعمل به والعودة ليلا. فأي عـدد هذا، أن يقطع المرء حوالي مائة كلمتر يوميا بمعدل 650 كلمتر أسبوعيا، ويجد القدرة على العطاء. فكيف لهؤلاء الاستقرار بالمركز، والإنارة مبعثرة، والأزبال منتشرة، والحمير أكثر من البشر، والحدائق مزابل، و لا حديقة مؤهلة للترويح عن النفس يقصدها كل مساء النساء وأطفالهن للعب والاستجمام. وأية مصيبة هذه، وكم ستكلف حديقة مؤهلة للعب ومرح أطفال المستقبل، والتنفيس عن النساء من ضيق المطابخ بالبيوت.
إن مدينة ـ قرية اولاد افرج، نموذج للامبالاة والإهمال والتهميش والتخلف… هذه الحكرة، تستحق من الإعلام أولوية الاهتمام. تعد لسان الشعب بتعرية الهشاشـة بهذا المركز عبر حلقات لاحقة.