محمد عصام//
الكسل لغة واصطلاحا هو العجز عن القيام بعمل ما، والخمول او الإخلال بالواجب بسبب عدم تقدير المسؤولية وعدم احترام القانون الداخلي لمؤسسة من المؤسسات تحت ذريعة مجموعة من الميكانيزمات والإكراهات (الارهاق، التمرد، عدم التحفيز، أسباب جسدية، كالنمو العقلي والفيزيولوجي).
أما في الحقل التعليمي – التعلُّمي، وهذا صلب الموضوع، فالكسل يتخذ منحى آخر. فأصبح كل تلميذ لا يتجاوب مع الإيقاع الذي يطلبه المدرس، يصنف عامة على أنه كسول.
وعلى هذا النحو، فإن فئة الكسالى تهم عددا كبيرا من نماذج السلوك، فيوضع تحت نفس الاسم –وبشكل تعسفي- أطفال مرضى أو متعبون أو معاقون أو أطفال متخلى عنهم أو في وضعيات صعبة…
فالكسول الراشد الذي يتعجل في وصف الطفل وتصنيفه دون السعي إلى فهمه أولا. والكسل شبيه بنقص في الشهية، أي أنه يخرج في الغالب عن إرادة التلميذ ومربييه، وهذا يعني أيضا أنه قد ينجم عن طبيعة الأغذية التي تعرض عليه.
فالكسل ناذر والكسول غير مسؤول عن كسله، بل هو ضحية شبكة معقدة من العوامل.
وعليه أوجه ندائي إلى أساتذتي الأجلاء، وما عساني أكتب إليكم وأنتم تحملون رسالة من الخطورة بمكان أمام الله واتجاه أجيالنا، واعلموا أساتذتي الأفاضل حفظكم الله أن مغرب الثلاثين سنة القادمة سيكون نتاج عملكم.
فإذا كان المغرب الحالي هو نتاج طبقة سياسية فاسدة أوصلت البلاد إلى هذا المنعطف الخطير الذي نتخبط فيه، فإني أستطيع القول أن حسن اضطلاعكم بالأمانة التي تتقلدونها لمن شأنه أن يتفوق على معاول الهدم التي تسلط على الشعب وثقافته وتراثه.
ورغم كل الظروف ومع تفهم كافة مطالبكم أساتذتي الأعزاء، أتطلع أن تتجاوزوا هذه المعيقات التي تحيط بمهامكم والارتقاء النبيل بالناشئة الذي هو من صلب اختصاصكم ومهامكم، إذ أن التلميذ هو محور العملية التربوية والتعليمية..
الحقيقة أن تجاهل هذه المعيقات، وعدم الاكتراث بها أمرا من الصعوبة بالإمكان.. وأملي في نهاية هذا النداء أن يصبح التعليم قاطرة للتنمية وأن لا تتحول بضاعتنا إلى منتوج كاسد، لا نرضاه لأنفسنا ولا لأبنائنا والله المستعان..