بقلم: محمد عصام//
حديث متواصل في وسائل الإعلام الرسمية وشبه الرسمية عن الديمقراطية وحقوق الإنسان، وعن حرية الرأي والتعبير، عن المؤسسات النيابية، عن الانتخابات الشفافة والنزيهة… وعن تفرد التجربة المغربية في المنطقة العربية… إلى غير ذلك من البهتان الذي يحاولون به إيهام الرأي العام الوطني والدولي تحت ذريعة أن قاطرة المغرب وضعت فعلا على السكة الصحيحة، وأن الدولة المغربية حقا تستحق أن تعتبر أنجب التلاميذ في مدرسة الحرية الأمريكية.
صورة بقوس قزح يحاولون تسويقها في وسائل الإعلام، عبر وصلات إشهارية تتنوع من مهرجان فلكوري إلى لقاء فكري فمنتدى للمستقبل ولجنة المصالحة، و…و…الخ، وهمهم هو تلميع الوجه البئيس لهذا الوطن العزيز.
أما البسطاء من أبناء المغرب الذين اكتووا بنار الواقع، ولعلهم المؤهلين لإعطاء الصورة الصريحة والحقيقة لمغرب القرن الواحد والعشرين، تجدهم يؤكدون أن هذا الوطن بلغ درجات حالات كارثية، وانه بلغ مرحلة الاحتضار بعد ما كان بالأمس القريب مهددا بالسكتة القبيلة، فالوضع لا يبشر بخير اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا، الفقر المدقع والجهل والمرض يزداد انتشارا، والفساد والرشوة يوسعان من رقعة انتشارهما.
أما حقوق الإنسان(…) المعزوفة التي لا يتعب المسؤولون المغاربة من التغني بها بمناسبة أو بدون مناسبة، فحالنا ليس أكثر سوداوية، فالقمع والمنع والبطش والتعذيب سمات تلازم سُجوننا ومخافر شرطتنا… هذا دون أن نتحدث عن البطالة وانتشار الجريمة والنهب الممنهج للثروات الوطنية وفضائح الصراعات بين الأجهزة التي أصبحت تطفو على سطح وغير ذلك من الآفات التي تجعلنا نزداد قلقا على هذا الوطن الحبيب.
فاتقوا الله يا ممثلي الأمة، واعلموا- وكلي يقين أن نصيحتي لن تتجاوز سطح أذانكم- أنكم كل يوم تجمعون الحطب بأقوالكم وأفعالكم، لتحرقوا به يوم القيامة وما أدراكم ما يوم القيامة..