وأنا ما خطت فمي سنة 2002 لأقول للعالم أجوع ولا أركع والباز باز ولو زالت مخالبه والكلب كلب ولو مشى على الذهب

محمد عصام//

أكلوا الأموال العامة والخاصة بالباطل، لا يفارقهم الرعب أبدا، وإنما يصاحبهم حتى لحظة خروج أرواحهم. الخوف الذي يساورهم مزدوج المصدر، واحد من السماء وآخر من الأرض. الأرواح بداخلهم تدري أن السماء تعلم صنيعهم، وذاتها ترتعد من علم الدنيا بفعلاتهم والعزم على محاسبتهم ومساءلتهم.

أرق هذا الرعب المعاش وجدوا له علاجا في خمرة وفسق دائمين، ينومان الضمير ويؤثران على يقظته، حتى لا يقوى على تعذيبهم، فينفلت من رقابته، ويصيرون يفعلون ما يشاءون.

أولاد الحرام، هؤلاء، وبأي مكان كانوا، بأعلى الهرم أو بأسفل الهرم، وبأي سلك كانوا وفي أي زمان، لا يقبلون بأن يفتضح أمرهم، فيحسبون كل صيحة عليهم، ويتكتلون ويشنون الحرب على كل رافض لما هم فيه وما هم عليه دفاعا عن أنفسهم ضد الحق، المهاجم، المقاتل، الواثق من الانتصار، فان لم يتسن في الدنيا فبالطبع هو حليف الآخرة..

في عالم التشهير والتطبيل والتزمير، لا الجميل المفيد للأمة ولا القبيح الضار بالأمة يصل خبره إلى الأمة، إلا عبر النشرات والمزمرات والمسمعات.. إذن هي وسيلة في الإفادة بالصالح ووسيلة بالإضرار بالطالح، هل تستوي تلك التي استقلت دبّابة ومنها تضرب، بتلك التي امتطت حمارا وسارت على الدرب تنهق، لينشغل الناس بالنهيق عن صوت المدفع..

فلما آلمت جريدة “لسان الشعب” الأشرار وعجزوا عن لجمها لتصمت عن الصدح بالحق، سخروا لها بعض رجال السلطة ومن يدور في فلكهم الذين كانوا فعلا ضمن بوابة مرموقة في امتهان حرفة الدعارة الإعلامية منذ سنوات خلت..

ألا فيعلم أولئك القوم الخبثاء، أن الزمان ما خلى من أمثالهم وأن الزمان ما خلى من الشرفاء والأحرار، وأنا ما خطت فمي سنة 2002 لأقول للعالم أموت جوعا وعطشا ولا أكل حراما وأصدح دوما بالحق في وجه أولاد الحرام…، وإن المزمار الذي تم تسخيره للنيل من “لسان الشعب” ستحدد مصير ظروف نشأته، المخرج “أمي لا يفقه في الإعلام وشاذ جنسي وقضى سنوات في غياهب السجون من أجل النصب والإبتزاز والسرقة” والممثلون “رجال تعليم فاشلون ومخبرون ومدسوسون من كافة الإدارات بالمدينة” وبالحلقة الراعية اللصوص والخمارة والقمارة.. لامحالة ظروف النشأة هذه، ستجعل من هذا المزمار لسانا لجمعية “كيف كيف” أجلا أم عاجلا.

وأما “جريدة لسان الشعب” فقد عُرف دربها وعاهدت القراء عليه ولن تخون العهد أبدا، ومهما كانت التضحيات.

ويذكر التاريخ كم عاشق للحق وللعدل، كاره للظلم والباطل، محب للحرية والكرامة، كاره للطغيان والإهانة. سجن وعذب لعشقه وحبه هذا..

ويذكر التاريخ، كم منهم على النقيض من ذلك، قُلّدُوا الأمانات وأُجلسوا على كراسي المسؤولية وداسوا رقاب الناس، فأفقروهم وأذلوهم واستعبدوهم وأرعبوهم..

إن السجن للأحرار شرف، ومثل هذه القيم لا يفهمها الأرذال من القوم، مثل الشواذ والجاعلين من مزامرهم شهود زور للأشرار. هؤلاء القوم للخطر الذي يصيب الأمة منهم، أمر الله الفاعل والمفعول به منهم، وفضل الكلاب عليهم ولم يأمر بقتلها وما فيها من خطر على الصحة وسلامة الأمة للوفاء الذي تتحلى به اتجاه أصحابها وأغراضهم..

إني أعلم كما يعلم الجميع أن تيار الشر لا يستحيي ولو صدحت بالحق بصوت عال في أذنيه. فالشر تمكن من قلبه وسرى في جسده واستفحل، وهل ينفع دواء في سرطان استشرى في بدن؟ ومع ذلك لزم القتال للوقاية منهم لا للعلاج.

اقرأ السابق

نقمة شح الماء على المواطن نعمة على قائد أولاد غانم

اقرأ التالي

حرية الصحافة من الخيار الاستراتيجي إلى الحتمية التاريخية والثورية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *