محمد عصام//
في الوقت الذي كان سكان إقليم سيدي بنور المستضعفين يترقبون إحداث تغيير جدري وجوهري في الهرم السياسي بالإقليم الذي يصدر تعليمات وأوامر إلى عامل الإقليم وباشا والقواد وبعض القضاة، وأكيد لو علم عاهل البلاد الملك محمد السادس بما يروج في كواليس هذه المدينة، لأعدم مفسديها في إطار التصدي للأعمال المسمومة والقرارات المشبوهة التي تصدرها رجالات السلطة نزولا عند رغبة بعض السياسيين لفائدة سلطة المال والجاه والنفوذ ضد المستضعفين ذوي الحقوق المشروعة..
وعلى غرار ما نهجه بخصوص بعض السياسيين الذين يقبعون حاليا في غياهب السجون على ذمة ما اقترفوه من ذنوب في حق المواطنين العزل والوطن الحبيب، وأكيد أيضا لو علم وزير الداخلية والمدير العام للأمن الوطني وقائد الدرك الملكي “حرامو” والنيابة العامة بما يجري ويدور في إقليم سيدي بنور، لكونوا قناعة ترمي إلى زعزعة عرش السياسيين والمنتمين إليهم الذين يحتاجون تغيير جدري في قمة السلم بهذا الإقليم..
وتبقى ساكنة إقليم سيدي بنور قاطبة تندب حظها من أجل إبعاد المندسين عن الميدان السياسي من جهة، وإبعاد مدسوسين في وظائف تسلقت الجبال من جهة أخرى، ثم متابعتهم إداريا وقضائيا، وعلى رأسهم الرأس الرئيسي بعمالة سيدي بنور، وسيعطي ذلك، لا محال نتائج ستبهر من كان إلى حدود الأمس القريب يعتقد أن المسؤولية بإقليم سيدي بنور تختزل في استغلال النفوذ والزبونية والمحسوبية والبيع والشراء في قضايا المواطنين.. وهو الموضوع الذي سنعود إليه لاحقا بالدرس والتحليل..
وقد استغرب العديد من المواطنين عن السر الذي يكمن في بقاء عامل الإقليم الحالي في منصبه إلى حدود الساعة، رغم أن الفساد المستشري بالإقليم فاحت رائحته، بالإضافة إلى حمايته لبعض الموظفين التي تلوكها ألسنة السماسرة بكل بساطة في الشوارع في الدروب في الأزقة في المقاهي في الأسواق في الحمامات…
والحال كما ذكر، والفساد الظاهر للعيان بالإقليم جعل ساكنة منطقة دكالة الأحرار تعطي انطباعا على أن دار لقمان ستظل على حالها، وأن التغيير المنشود بعمالة المدينة ظل بعيدا عن الصرامة وأن النزاهة ستظل غائبة إلى أن يغيب القمر الذي حول منطقة دكالة إلى ظلام، بل إلى ظلمات وظلمات. وبذلك يبقى رهان الإصلاح مؤجلا إلى اجل غير مسمى بسيدي بنور بفعل بعض المحسوبين على السياسة وبعض المسؤولين إداريا..
وإلى ذلك، يبقى إقليم سيدي بنور بمثابة بورصة مالية ولا حنكة ولا حصافة ولا تبصر بها، إلا بحياة تبعث من عاهل البلاد، ولسان حال المواطنين ومعهم واقع مرير يصرخون بأعلى الأصوات.. واملكاه..