محمد عصام//
انعقد بمدينة الجديدة بتاريخ فاتح شتنبر 2024، المؤتمر الإقليمي الرابع لنقابة الصحافيين المغاربة بإقليم الجديدة، تحت شعار ”من أجل تشريع قانوني ضامن لحرية الصحافة وكرامة الصحافي”، وإنها لمناسبة للوقوف وقفة تأمل في حال الجسم الصحافي. ذلك أن كل حدث يمر إلا وله ارتباط بالشأن العام وله امتداد في الماضي.
كإعلامي بدوري جاورت الإعلام و تشربته من رجالات أعلام أفذاذ أحترمهم، وطنيين مخلصين من طينة الكاتب العام الأستاذ: “أنس مريد” الذي شرف بحضوره وإشرافه. فحتى عهد قريب انقسمت الصحافة والإعلام بصفة عامة إلى ثلاث، صحافة الإدارة تابعة لأحزاب الإدارة كما سميت آنذاك، وصحافة المعارضة تابعة لأحزاب المعارضة كما سيمت آنذاك، والصحافة الحرة التي يمتهنها أحرار لا انتماء لهم سياسيا. أيضا انقسمت الصحافة إلى قسمين من حيث جودة المادة الإعلاميـة إلى الصحافة وصحافة الرصيف. هذا التقسيم بدوره أنتج نوعين من المادة الإعلامية: الوازنة والهادفة فيما يخص النقد من أجل التغيير، والموظفة من أجل تجميل الواقع وضمان استمراريته. صراع ظاهر وخفي بين الطبقتين السياسيتين : الراغبة في تغيير الواقع و الراغبة في استمراريته، الإعلام بالتبعية انقسم بين عامل من أجل التغيير وعامل من أجل استمرارية الحال.
اليوم تعرض الكرة الأرضية لهزة قوية زلزلت كل شيء، وحركت كل شيء، ولم يبق شيء ثابت على الإطلاق، حتى لنكاد نقول أن العالم كله ما يزال يعيش في ظل الهزة. لم تضع حرب الزلازل بالكرة الأرضية أوزارها بعد. الزلازل ضربت وحركت كل شيء، الاقتصـاد والسياسـة والحقوق والحريات والحياة الاجتماعية، ولم تسلم من هذه الرجة لا السلامة الجسديـة ولا البدنية ولا النفسية ولا العقلية لكل البشر الدوار فوق الأرض على مدار الساعة. هذه الهزة العنيفة التي مست كل شيء هي نجاح تحويل العالم حقيقة إلى قرية صغيرة بعولمة التواصل والاتصالات، وعبرها تم التحكم في كل شيء، ولم يسلم من دائرة التحكم لا الماء ولا الهواء ولا الغذاء، ناهيك عن الحقوق والحريات. صار حكام الدول هنا وهناك كعمال لدى حاكم الأرض، يأتمرون بأوامره، والتي تصلهم عبر التواصل والاتصال والإعلام والصحافة بسرعة البرق. صار حاكم الأرض ومواليه يتلاعب بعقول البشر كما يشاء ويريد، ولقد أصر بعض الموالي لمن يهمهم الأمر بهذا السر، فكتبوا كتابهم الشهير باللغة الإنجليزية ترجمته العربية ” المتلاعبون بالعقول”.
اليوم نحن كإعلاميين وصحفيين بهذا الإقليم، المكتب المنتخب برئاسة المقتدر “حمزة الرويجع”، دون شك واعين بهذه الهزة التي أصابت الكرة الأرضية عبر ما يسمى بظاهرة الأنترنيت وشبكة المواقع على تنوعها وتعددها، سنعمل نعالج قضايا المجتمع متأثرين بهذه الهزة بطبيعة الحال وبهذا الواقع العالمي الجديد. سنساهم في تنوير البشر حول المخاطر التي تحدق بهم وبالمتسببين فيها، وأيضا في توعيتهم وتثقيفهم بما يناسب مستجدات الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية المحلية والوطنية. دون نسيان القضية التي لا تقبل النسيان القضية الفلسطينية.