ضعـــف العــدل يهدد نظــام الحكــم وأحكام قضائية تنذر بقدوم التصادم والمواجهة

بقلم:محمد عصام//

يعد العدل في كل شيء، السواري التي تشد نظام الحكم وتقيه السقوط والانهيار.. فما أحس الناس بوجود العدل في حياتهم ووجودهم رضوا عن نظام الحكم وحموه، بالتصدي لكل معاول الهدم التي قد تندس بينهم.. وما أحس الناس بنقيض ذالك، جور في كل شيء، سخطوا على نظام الحكم وعارضوه سرا أو جهرا أوهما معا كل على درب، وغضوا الطرف عن معاول الهدم التي قد تندس بينهم..

الحكم الذي لا يعتمد على رضا محكوميه ما يفتأ ينهار، فالاعتماد على شريحة واحدة تقيه وتحميه، كالأمن والجيش مثلا، يصيره كالمعمر تشد وجوده القوة وحدها، وحال الاستعمار يجيب عن مدى نجاح الاعتماد على القوة في الوجود بالأوطان رغم  سخط الناس وعدم رضاهم..

الشعور بالأمن والأمان حق للناس، وهذا الشعور لا يتحقق إلا بسيادة العدل بين الناس، العدل في كل شيء، عدل في تكافئ الفرص، وعدل في الشغل، وعدل في الاستفادة من ثروات وخيرات البلد، وعدل في التشريع وفي تنزيل التشريع بين الناس، وعدل في الفصل ولا استثناء باعتبار مال أو علم أو نفوذ أو جاه.. حتى لا يحس الناس بأن القانون كنسج العنكبوت يقع فيه الصغار ويعصف به الكبار..

ولعل إحدى السواري الهامة لنظام الحكم، من سواري العدل، سارية القضاء أو الفصل في المنازعات، فالمحاكم يرها الجميع إما طالبا أو مطلوب، والقضاة بتجردهم يعدلون، فلا يهتمون لغير الوقائع أيا من كان صاحبها، وبتحقيق ذلك يطمئن الناس إلى القضاء، ويمتد هذا الاطمئنان إلى نظام الحكم، فعلى عاتق هذا الأخير مسؤولية ضمان ذلك، وكل إخلال يجعله عرضة للمساءلة أمام ضمير الأمةـ الصامت صمت القنبلةـ إلى حد رفع شرعية الوجود عنه لغياب السبب وهو إحقاق العدل بين الناس كي يشعروا بالأمن والأمان وفي كل شيء.. وبمفهوم المخالفة، فالقاضي الذي لا يجيد الحكم، والقاضي الذي ينحاز لسبب من الأسباب كوساطة نافذ أو صديق أو صديق صديق أو رشوة، هو عدو للناس ولنظام الحكم، يضر بهما معا، من حيث يدري ولا يدري، ويكون أحد الأسباب الهامة في بث الخلاف بينهما بل الكراهية والصراع أحيانا، إلى حد التصادم والمواجهة..

وما بالك إذا عايش الناس بالمحاكم قضاة مرتشين وقلة منهم نزهاء، وعايشوا شيوع الفساد إلى حد فضيحة الرشوة وسوء الأخلاق لدى قضاة.. لكن بدل فصلهم ومعاقبتهم، يتم تكريمهم وترقيتهم.. وعلى العكس من ذلك، الناذر الشائع نزاهته تتم متابعته أو تنقيله..

إنه بكامل اليقين، واقع الغرائب والعجائب.. إنه فعلا انذار بقدوم التصادم والمواجهة..

 

اقرأ السابق

“اللبار” يصنف نفسه منقذا لابتدائية الجديدة ويتهم مسؤوليها بالتستر عن اختفاء ملفات

اقرأ التالي

القاضي الرئيس للدفاع الحسني الجديدي لكرة المضرب في قفص الاستفهام؟؟؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *