محمد عصام//
معروف قانونا أن مسؤولية ضبط سلوك رجال الدرك الملكي مشتركة وطنيا بين جنود المملكة، ومحليا مشتركة بين الوكلاء العامين للملك لدى استئنافية محاكم المملكة ووكلاء الملك لدى ابتدائية محاكم المملكة..
وعلى غرار ذلك، نتطرق من خلال هذه المادة الإعلامية إلى أصحاب الأموال التي تجنى عن طريق الاتجار في المخدرات، لا يفارقهم الرعب أبدا، وإنما يصاحبهم حتى لحظة خروج أرواحهم، الخوف الذي يساورهم مزدوج المصدر، واحد من السماء وآخر من الأرض، الأرواح بداخلهم تدري أن السماء تعلم صنيعهم، وذاتها ترتعد من علم الدنيا بفعلاتهم والعزم على محاسبتهم ومساءلتهم..
أرق هذا الرعب المعيش وجدوا له علاجا في الخمرة وفسق دائمين، ينومان الضمير ويؤثران على يقظته، حتى لا يقوى على تعذيبهم، فينفلت من رقابته، ويصيرون يفعلون ما يشاؤون..
وهذا هو الواقع الذي يعيشه رجال الدرك الملكي بأحد السوالم، الذين على حسابهم أصبحت المنطقة قبلة للراغبين في تبضع المواد المخدرة بكل أنواعها، التي يتاجر فيها عدة أشخاص ساهموا بحظ وافر في تعدد وتناسل حالات الاعتداء على المواطنين الأبرياء بتفاقم ظاهرة السرقة والسطو باستعمال مختلف الأسلحة البيضاء، وتصل الخطورة أقصاها حين يكون هؤلاء المجرمين تحت تأثير أقراص “القرقوبي” والتي بالمناسبة أصبحت المنطقة المذكورة أسواقا حرة لها، ناهيك عن الاتجار في مادة الكيف ومادة الحشيش بمباركة من بعض الدركيين الذين لهم نصيب في الكعكة من عائدات هذا المحظور..
وفي السياق ذاته، افتضح أمر وقوف الدركيين اللذان كانا على مثن سيارة الدرك “طيوطا بْــرَادُو” بالمدار المسمى “عَـــيْــن صَـــيَّــرْنِي” يوم الأربعاء فاتح ماي على الساعة الرابعة زوالا، الأول عمل على وقوف فتاة تمتطي سيارة “مرسديس كوبي” سوداء اللون ولم يطلب منها وثائق السيارة، بل طلب منها الوقوف والنزول منها وتبادل معها أطراف الحديث في إشارة منه إلى التحرش بها، فعم الضحك معها وأمسك بيدها وأخذ رقم هاتفها، فيما الدركي الثاني كان مُــتَّـــكِـــئًا على سيارة الدرك الملكي المذكورة وبيده سجارة.. ترى، أين خصال الدرك الملكي من التربية الخلقية العسكرية التي تلزمهم الحفاظ عليها مهما علا شأنهم؟
وعلاقة بالموضوع، أجمعت ساكنة أحد السوالم حول فساد بعض الدركيين الذين استطاعوا بدهائهم الماكر أن يبتزوا المواطن بزيــهم المهني في الشوارع، في الأزقة، في الدروب، في المقاهي، في الأسواق، وهلم يا جرا… فصولتهم وجولتهم بزيهم يوقفوا أصحاب الدراجات النارية وأصحاب السيارات من أجل ابتزازهم..
وحتى لا نكون جاحدين، فقائد سرية برشيد مشهود له بالحنكة والحصافة والتبصر، واستطاع بجهده الجهيد أن يضع حدا لبعض أباطرة المخدرات في بحر الأشهر الأخيرة، بعملية محكمة موضوع حجز 6 أطنان من مادة الشيرة بشاطئ سيدي رحال وإيقاف أصحابها، وذلك في إطار محاربة ومكافحة الجريمة والتصدي لبارونات مادة الشيرة والكيف وأقراص الهلوسة والكوكايين ذات التأثير المرتفع..
ولم يقف اجتهاد القائد المذكور عند هذا الحد، بل زاد في تكثيف الجهود وأحبط عدة عمليات كان مخطط لها من تجار المخدرات.. وأمام التحركات الهادفة للقائد المشار إليه، وأمام تصديه للإجرام بجميع أصنافه، جعل شرفاء العلم والمعرفة بالمنطقة يشيدون بالسلم والسلام والأمن والأمان الذي طفا على السطح جراء التدخلات الصارمة والنزيهة التي يقوم بها القائد لوحده بشكل روتيني. فَـــــيَـــــد واحدة لا تصفق، وإنما “تُصَرْفِقْ”.. وعلى القائد المومأ إليه أن يصفع هؤلاء المندسين في المهنة إداريا وقضائيا لكيلا تنطلي عليه حيلهم.. وللحديث بقية..