بقلم:محمد عصام//
إن الإنسان، وإن اختلفت درجات معيشته، فإنه يحيي كباقي الخلق… لا يوجد هناك فرق بين من يتناول طعام جيدا، ومن يتناول طعام بسيطا، وبين من يسكن فيلا أنيقة ومن يسكن”براكة” متواضعة، وبين من يحس بالقوة الإجتماعية ومن لا يحس بها، ولسان حال هذا الأخير يجد ذاته في مقطع من الأغنية الشهيرة لــ”ناس الغيوان”:
تبني وتعالي == تمشي وتخالي
عقلك مدني == يا خايب الحالة
تسكن ف الفيلا == وغيرك في النوالة
تحكر الفقير == وتقول التغيير
وانت شفيفير == ما تسواش نعالة
والإنسان الذي يتناول وجبة بسيطة أقل بكثير من ذاك، الذي تزدحم ببطنه كل أنواع المأكولات التي تؤدي به إلى الإصابة بالأمراض المتنوعة.. وليس مهما الوصول إلى أعلى المراكز الإجتماعية، بل المهم هو إرضاء الضمير وتحقيق السكينة في القلب..
والتأخير الذي أصاب العالم العربي، سببه تأخر أخلاقي وروحي، فالغني المسكين يملك المال الوفير، ونجده يتقبل الضرب المبرح من زوجته بكل روح خسيسة، وعندما يفكر في الثأر لنفسه، يطرد البستاني بدعوى أنه لا يقوم بعمله على أحسن وجه.
وكم سمعت من أناس يتحدثون عن منزل فلان الفخم، وعن الراتب المنتفخ الذي يتقاضاه من أموال الشعب، ناهيك عن التعويضات الخيالية العلاوات، ويتحدثون عن سيارته الفخمة.. ولكنني لم أسمع أحدهم يتحدث عن الإنسان نفسه، هل هو على استعداد الملاقاة الرحمان جل جلاله؟