محمد عصام//
تسلم الأستاذ: “رشيد محمود” المسؤولية على رأس القضاء الجالس باستئنافية الجديدة يوم الخميس 2023/10/19، وسبق حلوله بالمحكمة ذاتها خصاله الحميدة، شأنه شأن الرئيس الأول السابق “أحمد نهيد” الذي غادر ومأسوف على مغادرته..
وعلاقة بالموضوع، استقصت “لسان الشعب” عن سيرة القاضي الأستاذ: “رشيد محمود”، فلم تسمع عنه إلا خيرا، فالرجل معروف بنزاهته وبكفاءته وله عدة اجتهادات في الحقل القانوني، هذا فضلا عن نظافة يده التي يشهد بها الخاص والعام..
ومعلوم أن محطات التنصيب بالمحاكم تختلف من محكمة لأخرى، فبعض المحاكم تُخلِّد الاستمرارية بين المراحل، وأخرى تحيي القطيعة مع ممارسات وتُدَشّــنُ لانطلاق ممارسات أخرى..
سكان مدينة الجديدة والمناطق المتاخمة لها أذكياء بفطرتهم يدركون بكل حكمة بين المحطة والمحطة حصول الاستمرارية أو القطيعة واختلاق الجديد. سكان المدينة المذكورة ما عادت تنطلي عليهم المجاملات، بل أصبحوا يستشرفون المستقبل في اتجاه الاستمرارية والتكرار أو القطيعة والتجديد، منذ طَلْعَة التنصيب وربما قبل ذلك..
وإنها لحق، والحق أجدر بأن يقال، ومناسبة التنصيب فرضت هذا القول:إن الأستاذ: “رشيد محمود” مرحب به من طرف ساكنة إقليم الجديدة، ولا أبالغ بالقول أن البسطاء فرحوا بقدومه أكثر من الأعيان الذين يمارسون الدعارة السياسية ويتشدقون بعلاقتهم مع المسؤولين القضائيين بالدائرة القضائية بالجديدة، بالإضافة إلى بعض المحامين الذين يريدون استمالة أي مسؤول قضائي حل من جديد على الجديدة ليمتطوا صهوة السمسرة، ولهم مظلة من حديد تقيهم شر المتابعة والعقاب من قبل من يتصدر قائمة مجلس المحامين ليستمروا في الخلود والدوام على كراسي المسؤولية، ولهم باع طويل في استمالة المسؤولين القضائيين بطريقة أو بأخرى..
وحسب مصدر قضائي رفيع المستوى، أن الوافد الجديد على رأس القضاء الجالس، عرف عنه حسن الاستماع وجرأة القرار وبراعة الاجتهاد، مُدَلل للصعاب، حتى ليكاد قدوم هذا الرجل لإقليم الجديدة أن يكون بالأمر العادي جدا..
وأوضح المصدر ذاته، أن خصاله حكمة ورزانة ومعايشة المساطر والقرارات وحسن الاستماع وعدم التسرع في اتخاذ المواقف، ولم تنطل عليه سموم بعض الأيادي الملوثة بالفساد.. ترك بصمته التي تميزه طوال مهنته القضائية، سيأتي الوقت المناسب لتناول جملة المناقب، ولن تكون بالمناسبة إلا سجَّادة للسير عليها والزيادة في طولها وعرضها. وهذا استشراف إعلامي مستقبلي لهذا الرجل القادم للجلوس على الكرسي المسماري..
جناب السيد الرئيس الأول، “لسان الشعب” في شخص مديرها المسؤول ورئيس التحرير “محمد عصام” تخاطبكم بصدق. فالمسؤولية الجسيمة التي تنتظركم هي أمانة تطهير محاكم الجديدة من الرشوة أولا، وتجويد القرارات ثانيا، والحيطة والحذر من بعض المندسين في ميدان مساعدي القضاء ثالثا، مراقبة الأحكام المسمومة رابعا..
فلقد ضيعت محاكم الجديدة التميز والطليعة في الاجتهاد، وتتوق للعودة إلى هذا المربع، وأظنها الفرصة سانحة بوجودكم على رأس القضاء الجالس بالمحكمة المذكورة، و”لسان الشعب” لتكاد تلمس بقوة فيكم القدرة والكفاءة للنهوض بهده الرسالة..
وإنها لمناسبة للتنبيه إلى تَوَقِّي الحذر من بعض السلوكات المقيتة لبعض الأعيان السياسيين الذين لا ماض لهم يذكر في مجال النضال أو الوطنية، زد على ذلك، بعض رموز المهن القضائية الحرة (مساعدي القضاء) من حيث الوساطة في الرشوة وما شبه ذلك..
هؤلاء دأبوا على ضرب الأخماس في الأسداس، منذ الوهلة الأولى لقدوم المسؤول لاستمالته، ورهن سلطته وقراراته بضمان “الصحبة” والتي تتنافى والمسؤولية، حتى لا يكاد يمر على التنصيب إلا أياما قليلة، فيصير المسؤول الجديد متداولا بين الأسر والأصدقاء والعامة والخاصة من قبل هاته الثلة “عَبَدَةُ المصالح” بأن المسؤول الفلاني “ْدْيَالْنَا”..
فهل سيستطيع هذا المسؤول قلب المعادلة في هذه المرحلة من التاريخ بجعل نفسه “دْيَال” المواطن البسيط المظلوم و”دْيَال” جلالة الملك والقانون اللذان تصدر الأحكام باسمهما..