لسان الشعب//
الجريمة وقعت وبالليل وبطلها قائد قيادة أولاد افرج، والضحية شيخ قبيلة ومقدم، والمكان دوار العيايدة.. هذه الجريمة باعتبار أن الفاعل رجل سلطة لن يجرأ أحد ولا حتى الضحايا على التبليغ عنها. لذا “لـسان الشعب” بحكم الوظيفة الإعلامية المتبناة منذ النشأة والمتمثلة في الدفاع عن الحقوق والحريات ومحاربة الفساد بكل أشكاله وكائنا من يكون الفاعل. “لسان الشعب” تتصدى وتبلغ من يعنيه الأمر عن هذه الجريمة. البحث والتحري والتدقيق والتحقيق بعد الخبر لو تبث باليقين فحكم الشعب وفي ظل دستور الشعب المنبثق عن الربيع العربي المعتمد من طرف المملكة المغربية، لن يكون إلا الإقالة إداريا والمحاكمة قضائيا..
وحسب مصادر قريبة من مسرح الجريمة، أن القائد المذكور وصله خبر في الأيام القليلة الماضية حفر بئر بالمنطقة المشار إليها، هذا الخبر أخفاه عنه شيخ القبيلة ومقدم الدوار، فهرول ليلا إلى عين المكان ووقف على بئر يُحفر، ولما استفسر صاحب في وجهه امرأة “الفلوس داها ليك المقدم والشيخ علاش جاي…”، فاستشاط القائد غضبا لما علم أن عوني السلطة غدرا به، لا لكونه غير مرتشي وإنما لكونه لم يصله نصيبه..
وأوضحت المصادر ذاتها، أن المشكل يكمن في كون القائد أدرك الحقيقة. كل بناء يُراد، وكل حفر بئر يرغب فيه، يجب أن يتفاوض عوني السلطة على الثمن، وعندما يقبل القائد يَأذن بالبناء والحفر. بهذه النازلة أرك القائد أن عوني السلطة المومأ إليهما يغدران به، في كل ثلاثة مباني وثلاثة أبار، يصله ثمن بناء واحد وحفر بئر واحد ويحتفظ عوني السلطة بثمن إثنان.
وأردفت المصادر نفسها أن سبب الغضبة وعدم التمكن من ضبط النفس ومد القائد يده على شيخ القبيلة بـصفعه على خده بقوة وضرب المقدم بلا هوادة، فاستفاق سكان القبيبلة على هذا الحدث ولا أحد منهم استساغ وصدق ما تعرض له “الشيخ والمقدم”، فمنهم من قال: “لو كنت مكان “الشيخ والمقدم” لقتلته. ومنهم من قال: لو كنت مكانهما لجلدته وبقيت وإياه كل منا يشد في الآخر لحين الفجر، ليعلم جميع الناس أن الكرامة لا ثمن لها، فلا هو إقالة القائد من منصبه ولا حتى سجنه بثمن للكرامة التي ضاعت من الرجلين، وستبقى وصمة عار في القبيلة جيلا بعد جيلا..
وأدت المصادر ذاتها، وحتى لا تفوتنا ذكر سرد أحد فضائحه بهذه المناسبة. أن بذات المنطقة رجلا أنشأ بناء إلى حدود السقف وتم إيقافه عن القيام بذلك من طرف القائد السابق المدعو “هشام”.
ولما حل القائد الحالي بالمنطقة تفاوض له عوني السلطة مع الرجل على الثمن، وحدد في مبلغ 4000درهم. ولما شرع الرجل في التسقيف منعه شقيقه المجاور له لنزاع بينهما، فحضر عوني السلطة وأخبراه أن القائد أدين له، فغضب وهدد بالشكوى لرئيس الدائرة، وكي لا يقع ذلك، ويفضح الأمر، قام عوني السلطة بالصلح بينهما..
لم يكتف القائد المعلوم بضرب وصفع المقدم المدعو ” عواد” بل أجبره إن لم أقل احتجزه بمكتب بقيادته طوال اليوم ومنذ وقوع الحدث بتاريخ 2023/7/14 إلى اليوم..
وفي ظل انشغال الرأي العام المحلي بهذا الحدث، حيث خرجت قبيلة المقدم ليلة إهانة، وكاد البعض منهم أن ينتقم للمقدم، ولولا تدخل بعض العقلاء وتمكين القائد من الإفلات بجلده من عين المكان. هذا في الوقت الذي لاحظ فيه سكان الدوار مكان الاعتداء انتشار ظاهرة حفر الآبار بشكل ملفت للانتباه، وكأن القائد يُشْرِفُ نفسه على الورش المربح متفاديا وَسَطَات أعوانه..
لا حديث اليوم لساكنة أولاد افرج بالمقاهي والأسواق والأزقة والدروب… إلا بتشبيه القائد بـ: قايد سي عيسى وجبروته، ويتساءلون همسا، هل سيفلت القائد من المحاسبة والعقاب من وقاحة سلوكه..