محمد عصام//
ليس عيبا أن نقول من أين لك هذا؟ ما ميزانية كذا وكذا… لكن العيب أن نجلس قابعين في بيوتنا، وأية بيوت. نأكل ونشرب في صمت دائم، ولا نتساءل حتى مع أنفسنا من المسؤول عن ما آلت إليه الأوضاع بمدينة الجديدة؟ أليس لنا الحق في العيش كباقي الناس؟ ماذا يحتاج الإنسان غير بيت يأويه و مدخول يصون كرامته أمام أسرته بالدرجة الأولى؟ ماذا يحتاج المرء سوى أن يرى مدينته ووطنه يزدهر ويتطور، شرط أن يكون ذلك على حساب الأعراف الأخلاقية والقيم الإسلامية؟ ما معنى أن يحيى الإنسان تائها بين حضارات الغير، ويتأمل ما يحدث في هذه المدينة المليئة بالتناقضات، و”اللي طايح فيها كثر من النايض” دون أن يبدى رأيه بطريقة أو بأخرى ليكتفي بالعيش على هامش الحياة، يسير بخطى كلها حذر وخوف وشظايا الماضي تحاصر حاضره، هذا الأخير يعطي صورة واضحة لا تحتاج لتعليق على المستقبل مشكلتنا نحن بمدينة الجديدة، إن لم نقل المهزلة والمصيبة أننا دائما نردد المقولة التالية: “أش غادي ندير هذا هو المكتاب” فهل المكتاب ان نمكث في أماكننا غارقين في أحلام الماضي ونجر تعاسة المستقبل، في حين أن حقوقنا تهضم و أموالنا تبعثر هنا وهناك تحت شعارات واهية، والبقية لا تخفى على أحد…
والنتيجة، أن البعض يحلق في السماء بأجنحة منسوجة من أموال الشعب، والباقي يصارع الأمواج العاتية حتى يطفو على السطح. فكفانا ظلما “للمكتاب” الذي أصبح يشكونا للعلي القدير، فليس من المعقول أنه كلما استفحلت الأوضاع نحمله المسؤولية للتملص منها، وبذلك تبعد الأيادي العابثة و مصاصي دماء المواطن بكل استهتار ووقاحة من قفص الاتهام.