محمد عصام//

تسلم المسؤول الأول على النيابة العامة باستئنافية الجديدة الأستاذ: “محمد أنيس” مهامه اليوم، وسبق حلوله بالمحكمة ذاتها بعض خصاله، قبل أن يحل محل سلفه الأستاذ: “عبدالسلام أعدجو” الذي تميز بمعايشة المساطر والقرارات وعدم التسرع في اتخاذ المواقف، والخصال نفسها تميز بها نائبه الأول الأستاذ: “محمد منير الإدريسي” الذي تم تعيينه على رأس النيابة العامة باستئنافية ورززات، الذي قضى ردحا من الزمن بمحاكم الجديدة، ولم تنطل عليه سموم الأيادي الملوثة بالفساد..

وعلاقة بالموضوع، يستفاد من خلال مداخلة الوكيل العام الجديد، أثناء تنصيبه اليوم، أن للعدل في حياة الشعوب مكانة عظيمة، وركيزة قوية تشد بنيان الحياة المدنية، وبمجرد الشعور بالعدل يعطي الطاقة للاستمرار في الحياة بأمان وطمأنينة..

العدل لا تمييز له لأي سبب، إلا الكفاءات، وإعطاء الأفضلية للضعفاء من ذوي الاحتياجات الخاصة، احتراما لروح التضامن والتكافل الاجتماعي المحبوب من طرف الجميع..

ولم تأت هذه الاستفادة موضوع مداخلة الوكيل العام الجديد بالجديدة من فراغ، بل جاءت على ضوء إدراج فحوى الخطابين لعاهل البلاد، الأول سنة 2009والثاني سنة2013، بالإضافة إلى إدراج المذكرة التي عممها الوكيل العام للملك لدى محكمة النقض ورئيس النيابة “حسن الداكي” على رؤساء النيابة العامة بالمملكة، والتي تنسجم مع مرامي عاهل البلاد..

كل هذا مقبول، وما لم يستساغ، هو غياب الإحساس بالعدل عن البشر، اهتز الأمان في النفوس وعمها الاضطراب والخوف والقلق على المصير، فما عادت تستشرف إلا الكوارث.. وفضيحة قضاة النيابة العامة بابتدائية عين السبع لنموذجا صارخا، وأهل مكة أدرى بشعابها..

جناب السيد الوكيل العام، “لسان الشعب” تخاطبك بصدق، فالمسؤولية الجسيمة التي تنتظرك هي أمانة تطهير محاكم الدائرة من الشوائب التي يتصدر فسادها نساء ورجال المهن الحرة (مساعدي القضاء) من حيث الوساطة في الرشوة وما شبه ذلك، بالإضافة إلى العمل على تجويد القرارات، ليشعر الناس بحقهم بالأمن والأمان، وهذا الشعور لا يتحقق إلا بسيادة العدل بين الناس، العدل في كل شيء، عدل في التشريع، في تنزيل التشريع بين الناس، وعدل في الفصل، ولا استثناء باعتبار مال وجاه ونفوذ. حتى لا يشعر الناس بأن القانون كنسج العنكبوت يقع فيه الصغار ويعصف به الكبار..