جماعة الحوزية رمز لسرقة المال العام والسلطة المحلية تتفرج وعامل الإقليم في سبات عميق

محمد عصام//

آكل الأموال العامة والخاصة بالباطل، لا يفارقهم الرعب أبدا، وإنما يصاحبهم حتى لحظة خروج أرواحهم. الخوف الذي يساورهم مزدوج المصدر، واحد من السماء وآخر من الأرض. الأرواح بداخلهم تدري أن السماء تعلم صنيعهم، وذاتها ترتعد من علم الدنيا بفعلاتهم والعزم على محاسبتهم ومساءلتهم..

ونسوق في هذا المقام، قضية نواب رئيسة جماعة الحوزية، الذين يهددون المال العام وينهبونه ويجعلونه في حسابهم الخاص بواسطة السلطة والنفوذ والمناصب المسندة إليهم..

الفضيحة التي تتجاذبها أطراف حديث ساكنة الحوزية، هي استحواذ النائب الأول المدعو “عزابة محفوظ” والنائب الثاني المسمى “زوبير رضوان” والعضو الجماعي المعروف بــ “عادل سند” على الدفعة الأولى كاملة، الخاصة بالشعير المدعم التي منحتها الدولة للفلاحين الصغار أصحاب المواشي إبان شهر مارس المنصرم..

وحسب مصادر وثيقة الإطلاع، فإن النواب المذكورين، وفور أن توصلوا بالدفعة المشار إليها، عملوا على تغيير الوفاض الذي يحتوي على الشعير المدعم، واستعملوا آخر، من أجل طمس معالم الجريمة من جهة، وبيعه بكل أريحية أمام أم أعين المواطن المعني بدعمه من ذلك، من جهة أخرى..

وأوضحت المصادر ذاتها، أن هؤلاء اللصوص طاوعهم اجتهادهم الماكر، فعملوا على إدراج أسماء تهم الساكنة ضمن لوائح تفيد أنهم تسلموا الدعم المعلوم، والحال أنهم لم يتسلموا ولو حبة واحدة..

وأردفت المصادر نفسها مبرزة، أن هؤلاء النواب كانوا محط احتجاج، بحر هذا الأسبوع، بحضور رئيس الدائرة الذي سجل امتعاضه أمام المحتجين وقاسمهم زفرات الظلم والتهميش الذي يعانونه، قبل أن يُحَمِّل في الوقت ذاته المسؤولية كاملة إلى قائد القيادة، باعتباره الموقع أسفل كل لائحة معنية بالدعم، دون أن يتمكن ولو واحد من السكان بحبة شعير..

إن هذا النوع من اللصوصية في حق المضطهدين لم يجفف منابع الإرهاب، ويزيد الأكثر منه خطرا، بل هو منطلق الإرهاب والجريمة بكل أنواعها، فانظر إلى الإرهابيين كيف زج بهم في غياهب السجون، ومنهم من أدين بالمؤبد وآخرون بالإعدام.. أما لصوص المال العام الثلاثة المومأ إليهم أعلاه، لازالوا طلقاء سرحاء يصولون ويجولون بدون حسيب أو رقيب.. وهل محاسبتهم وعقابهم يبقى مسألة وقت؟ أم أنهم سيدخلون من الباب الأمامي ويخرجون من الباب المجهول؟

أما عدالة السماء، فقد حكمت عليهم بقطع أياديهم ولو كانت فاطمة بنت محمد رسول الله الكريم، ليبقوا عبرة للآخرين ويبقى هؤلاء اللصوص طوال حياتهم مشوهون بين الناس، حيث يتساءل الناس، لماذا أياديهم مبثورة؟ فيجيبهم العالمين به، أنه سرق.. فيا لها من عدالة ربانية في حق المال العام وبيت مال المسلمين وعدلهم المنشود..

اقرأ السابق

الدكتور عروش القدوة الحسنة في المجال الجمعوي والطبي

اقرأ التالي

الدرك الملكي بالزمامرة يتصدر قائمة الحفاظ على الأمن والآمان بالمنطقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *