لسان الشعب//
يستغل العديد من الاساتذة والإداريين بالكلية المتعددة التخصصات بالجديدة،سلطتهم لإجبار الطلبة على دفع رشاوى ،أو مقابل مادي للحصول على نقط عالية في مختلف التخصصات،في وقت تتعرض الطالبات للابتزاز الجنسي كقربان مقابل علامات عالية في الامتحانات.
وان كان هذا الموضوع قد اصبح مالوفا لدى الجميع ،بحكم انه لا يقتصر على كلية واحدة؛ بل إن هذا الوباء الشبيه بوباء كورونا، انتقلت عدواه الى اكثر من حرم جامعي ،ولعل ابرز نموذج نسوقه في هذا الصدد ما حدث مؤخرا بكلية سطات مع مطلع السنة الجارية ،بطله استاذ جامعي حيث اذين جنائيا في ما بات يعرف اعلاميا بملف “بملف الجنس مقابل النقط”بجامعة الحسن الاول بذات المدينة،وقس على ذلك ما وقع بالمثل في المحمدية ،وطنجة، وفاس وغيرها من الجامعات ،والتي اسهبت وسائل الإعلام بمختلف مشاربها ،ومواقع التواصل الاجتماعي في التعرية عن عورتها.
وفي سياق متصل يتداول طلبة الكلية المتعددة التخصصات بالجديدة في مواقع الفيسبوك،وبعض وسائل الإعلام ،ومعهم الشارع العام الجديدي في الايام الاخيرةاستفحال ظاهرة المال مقابل النقط ؛اد يؤكدون على أن أبناء الميسورين والاعيان،والموظفين البارزين بالاقليم تمنح لهم نقطا عالية في الامتحانات،تمكنهم من متابعة دراستهم في التعليم العالي بسلكي الماستر والدكتوراة،ومن جهة اخرى يحصل الطلبة المستضعفون على على نقط عادية لاتسعفهم في عملية الانتقاء لولوج الاسلاك الآنفة الذكر.
وفي معرض حديثنا مع أحد الطلبة ،اعرب لنا بحسرة كبيرة ان العديد من هؤلاء الطلبة المحظوظين لا تطأ اقدامهم فضاءات الكلية الا أيام الامتحان،وعند اشهار النقط عبر البوابة الرسمية للكلية تجدهم يحصدون اعلى النقط،وبالتامل في انسابهم لن نفاجأ في كونهم انجال الاعيان والميسورين وابناء وبنات رؤساء مصالح القطاعات الحساسة بالاقليم .
وقد عبر أحد الطلبة عن استايائه العميق لاختياره هذه الكلية التي تضرب عرض الحائط مبدأ تكافؤ الفرص ،اذ ان الزبونية والمحسوبية ولغة المال والجاه وياك صاحبي هي الطاغية على السير العام لهذا الفضاء الجامعي ،واردف قائلا انه رغم مواضبته ومثابرته ،فانه يفاجأ دائما بحصوله على نقط جد متواضعة ،وبالتالي لن تؤهله لولوج سلك الماستر ،مؤكدا بحسرة ان معادلة المال والجنس استشرت في الجامعات المغربية ،وان هذه الكلية لحقتها عدوى المال مقابل النقط،وان الجنس ،كوجه اخر من أوجه ابتزاز الطالبات للحصول على علامات عالية،لايستبعد ان يكون مستفحلا منذ مدة ،بين الرضائي والاجباري ..فإن الايام المقبلة قد تكشف عن فضائح من العيار الثقيل ،كما حدث في الجامعات الأخري…
ولم يخف طالب اخر تدمره الشديد من المحسوبية والزبونيةالتي تؤثت فضاء هذه الكلية،وانه وجد نفسه مكرها على مغادرته دراسته لان الحصول على الإجازة قد لايكون كافيا للعثور على عمل،بسبب عدم تكافؤ الفرص بين الطلبة؛اذ ان النقط العالية تكون من نصيب المحظوظين من ابناء الجاه والمال ،مما يؤهلهم لولوج سلك الماستر ومنه إلى سلك الدكتوراة،في وقت تتبخر فيه احلام الغالبية العظمى من ابناء الشعب.اذ تتوقف عجلة دراستهم الجامعية في السنة الأولى أو الثانية،وحتى الحاصل على الإجازة قد لاتسعفه النقط المحصل عليها في عملية الانتقاء الولوج إلى سلك الماستر.
وإلى جانب لغة المال والجاه والحسب والنسب،لم يستبعد طالب اخر كون الابتزاز الجنسي بنوعيها الرضائي والاجباري يستحكمان بقوة في منح النقط بسخاء،لكن التكتم والتستر عن هذه الممارسات والسلوكات الذنيئة قد لايدوم طويلا،حيث تجد الطالبات الوافدات من خارج المدينة ،بصفة خاصة،انفسهن طعماسهلا ومستساغا لمن قال في اندادهم الشاعر :
قم للمعلم وفيه التبجيلا كاد المعلم ان يكون رسولا
فالاستاذ الجامعي ،في واقع الحال حامل لرسالة العلم والمعرفة،فكيف يعقل ان يحرف هذه الرسالة ويحيد عن مابعث من أجله ،فيستغل منصبه لنفث وطرح مكبوثاته مقابل منح نقط لغير مستحقيها ،ويغل يده الى عنقه لطلبة اخرين ابرياء لاذنب لهم سوى لان الأقدار رمت بهم في احضان شخص لايقدر المسؤولية حق قدرها ، ويبسط يده كل البسط لاصحاب المال والجاه والحسب والنسب…
وان هذه السلوكات المحرمة شرعا والمجرمة قانونا لايسلم منها ايضا الإداريون والموظفون بذات الفضاء ؛حيث ان الابتزاز بكل ضروبه وتجلياته يبقى سلاحا يغذق الصيد الثمين على العديد منهم .
وقبل وضع نقطة النهاية لهذا المقال ،وليس الانتهاء من التعاطي لهذا الملف الى حين الكشف عن كل الحقائق المتعلقة بهذا الموضوع الشائك الذي ارق كل الأسر المغربية ،التي اضحت العديد منها مجبرة على مصاحبة بناتها من الطالبات الى الجامعة خوفا عليها من ان تطالها يد الغذر،بعد ان كانت تلك الأسر ترافق ابناءها في المرحلةالابتدائية فقط …..واذا كان الخوف في السابق من محيط المؤسسة التعليمية او الجامعية ،من مهاجمة واعتداء غرباء او متسكعين متهورين على الطلبة والطالبات،فان مايثير الإستغراب حقا ان يد الخيانة والغذر مدسوسة في قلب الحرم الجامعي….
واننا بقدر ماندق ناقوس الخطر الى الوضع الكارثي الذي يسود الكلية المتعددة التخصصات بالجديدة؛من محسوبية وزبونية،وريع النقط والابتزاز بمختلف أصنافه ونهجا السلوك باك صاحبي….
وبقدر ما سنتابع هذا الوضع الشاذ عن كتب للوقوف عند كل حيثياثه وملابساته،بكل الدلائل والتفاصيل المتاحة….
فإن الوزارة الوصية ،مدعوة اكثر من أي وقت مضى ،الى ايفاذ لجن مركزيةللتحقيق في مايجري في دهاليز الكلية المتعددة التخصصات بالجديدة ،للوقوف على حقيقة الوضع والاطلاع على اوراق تحرير الامتحانات ،والانصات الى الطلبة المتضررين ،وعدم التهاون في الضرب بيد من حديد على يد كل المتلاعبين بحقوق ومصالح الطلبة.