محمد عصام//
يحدد كل منبر إعلامي وجهته ويرسم خارطة الطريق في معالجة المواضيع التي يتناول والقضايا التي يتبنى.
وقليلا ما يحيد المنبر عن سكته المرسومة سلفا. المنابر المحكومة بالمبادئ لا تحيد عن خطها، إلا إذا تدخلت ظروف خارجية وحتمت الانحناء لزرع القنبلة..
“لسان الشعب” تعرض مديرها محمد عصام لظلم شنيع، ومع كامل الأسف من ذوي القربى وذوي النفوذ والمال، وما كان يتوقع انحياز جهاز القضاء والتحامل عليه وظلمه والدوس على كرامته، أمضى أياما بالسجن يسأل ويجيب، لماذا الظلم؟ وهل مثل ما طاله يتعرض له يوميا العديد، بعضهم يصرخ والكثير يصمت، فقرر الانتفاضة ضد الظلم بالتميز شكل نضالي يحفظه التاريخ. خاط فمه ليموت ببطء ويُوصِل رسالة للعالم أن الحق يموت والظلم يتعاظم، عكس ما فعله “البوعزيزي” رحمه الله، مات موتة واحدة وأحيى بموتته كل العالم..
وقع ما وقع، وتم إنقاذ الحق آنذاك، فشكل الحدث شعلة الصرخة في وجه الظلم، فكان الخط التحريري جَلْدُ الظالمين والفاسدين بعدم التورع في ذكرهم بالاسم والصورة إن تَيَسَّرَتْ. تألمت الكلاب وتوجعت، انبطح بعضها وترنح، في حين أصيب صنف آخر بالسعار، وواصل الليل بالنهار يتجسس على الديار، ليرد الاعتبار بالنيل من محمد عصام، وانتهى هذا الصنف هاربا، لما أدرك أن للرجل رب يحميه..
ولعل عقدين ونيف من زمن المعركة الإعلامية مع الطغاة، كانت كافية لتشفي الغليل..
وقد فات ما فات ومات من مات، أدركت “لسان الشعب” أنها التجربة والتجربة نضجت، والأوان حل لإحداث قطيعة مع خط التشهير بالفاسدين بـ”العلالي والخيل تشالي” ولزوم خط القصف بالرصاص المطاطي الصامت، فباسم الله مرساها ومجراها..