لسان الشعب//
صباح كل يوم يصطف الرجال والنساء والشيوخ والشباب، أمام مدخل باشوية مدينة الجديدة ينتظرون رحمة من الله. وجوه مصفرة مكهربة ساخطة غاضبة، غير مرتاحة حتى للوقت الذي تبدر، تنتظر أمام باب الباشوية تستجدي صكا من صكوك الغفران. ورقة لا تسمن ولا تغني من الجوع، صيرها الزمن الكوروني ذات الشأن والمرشان. تقدم للسان الشعب العديد من المواطنين وطلبوا فضح الفساد ليعلمه جميع الناس. من هؤلاء من حتمت عليهم الأقدار الوقوف الطوال أمام باشوية الجديدة ينتظرون من الوسيط سفير وثائقهم بدونهم لداخل الباشوية، ليعود إليهم بالورقة السحرية ذات الشأن والمرشان، وكلما كان الغرض من السفر غير مبرر بوثائق يرتفع الثمن. يتساءل المواطنون الغاضبون هل فعلا ما يدفعون للموظف الوسيط وغيرهم يصل لسعادة الباشا. يتساءل المواطنون الغاضبون هل يعلم سعادة الباشا بما يجري بباب الباشويـة تلاعبا بهذه الورقة، من يدفع تسلم له موقعة باسمه، ومن لا يدفع يخرجون إليه بالرفض باسمه لكن غير مدون، فقط يبلغون به شفويا. يجيب المواطنون الغاضبون على تساؤلاتهم بأنفسهم، إذا كان سعادة الباشا يعلم فهذه مصيبة، وإذا كان لا يعلم فهذه مصيبة أكبر، ويعلقون بالتساؤل نفسه هل يليق بسعادة الباشا أن لا يعلم وهو منخرط في سلك الداخلية، تلك الأذن الغليظة السماعة، والعين الواسعة الساهرة، هما من خصائص هذا القطاع. أيضا يناشد المواطنون الغاضبون تلقائيا السيد العامل بالتدخل والشطب على هذا اللون من الفساد الذي يخدش وجه المخزن، الذي ما يزال يسعى جاهدا للتطبيع مع المواطن المتوجس من سيرة الماضي البصراوي.
اطلعت “لسان الشعب” على مطبوع يحمله المواطنون الغاضبون بمثابة شهادة تنقل استثنائية بين الأقاليم غير موقع، هذه الورقة تملأ من طرفهم وتقدم مصحوبة بالوثائق المبررة وتعود إليهم من داخل الباشوية إما موقعة أو ترجع إليهم الوثائق المرفقة بدون المطبوع وبجواب شفوي إن السيد الباشا رفض. للتعليق على هذا السلوك، أطلعت “لسان الشعب” أحد أطر وزارة الداخلية فرد بكونه العبث الإداري والفساد السلطوي، وأردف بأن الطلبات كيفما كان نوعها تقدم مكتوبة ومعززة بالوثائق اللازمة للمسؤول الإداري بصفته. هذا الأخير يبث بإصدار قرار إداري معلل. المواطن له الحق في تسلم القرار والطعن فيه إذا كان سلبيا بالطرق المناسبة قانونا، ودون ذلك لا يعدو إلا أن يكون شططا في السلطة.