كلمة في حق مرشح لرئاسة الهيئة الوطنية للمفوضين القضائيين الاستاذ سعيد القرشي

محمد عصام//
يعتبـر الأستاذ سعيد القرشي من الأعمـدة المتميزة بجريدة لسان عبدة – دكالة (الورقية) سابقا، ثم بجريدة لسان الشعب (الورقية) سابقا وجريدة لسان الشعب الإلكترونية (حاليا). فما لا يعرفه الكثير عن هذا الرجل أنه ينتسب خطأ لهذه المهنة، فكفاءته العالية في الكتابة تجعله قلما متميزا في مجال الصحافة والإعلام، خاصة منه هامش الرأي والتحليل. فلقد سبق وكتب في صحف وطنية رائدة بأسماء مستعارة – لكونه لا يحب الظهور بالمظهر الإعلامي لأسباب وحده يقدرها – ولما اكتشفته جريدة لسان عبدة دكالة، استقطبته ونشرت بقلمه مقالات عدة وأعمدة رأي متميزة، نذكر منها العناوين التاليـة ” القرآن الكريم دستورنا من تركه من جبار قصمه الله” شهر نونبر 2005- ” القانون لا يمنع ووزارة العدل تقر بصريح النص” شهر نونبر 2005 – ” عبر من التاريخ ” شهر دجنبر 2005 – ” لماذا حب الدنيا وكراهية الموت؟ لماذا الحرص على المال ولو كان حراما ؟ صرخة مسلم في آذان غافلـة ” شهـر مارس 2006 – ” كل وظيفة أمانة ! ؟” شهر ماي 2006 – ” قوة الكلمة ! وخطورة القرار !” شهر مارس 2012 – ” مهنة المفوض القضائي واقع وآفاق ” شهر يونيــوه 2013 – ” وعد الوزير دين عليه وخوف المفوض أن ينسيه الشيطان ذكر ربه فتلبث المهنة في العذاب بضع سنين أخرى ” شهر يونيـوه 2013 – ” السبيل إلى المصالحة بين الإدارة والمواطن ” شهر مارس 2012 –” تأهيل مهنة المفوضي القضائي؟ نصف إصلاح منظومة العدالة !” شهر أكتوبر 2012 – ” مديـة الأمس ومدايا اليوم ؟ ” شهر أكتوبر 2012 – ” تخليق المواطن قبل تخليق الإدارة ” شهر نونبر 2012 – ” الحماية شرط لازم للممارسة الآمنة بالمهن القضائية ” شهر دجنبر 2012 – ” تكريم الشرفاء أيضا سبيل للإصلاح ” شهر مارس 2013 – ” السبيل إلى نزع النظارات السود” شهر أبريل 2013 – ” أتعاب المفوضين وصمة عار على الجبين ” شهر أبريل 2013 – ” خيانة الوطن للمواطن جريمة بدون عقاب ” شهر ماي 2013 – ” بغي الظلم في بيئة الوساطة ؟ ” شهر مارس 2013 – ” رسالة من مكة المكرمة ” شهر يوليوز 2013 – ” شهادة التسليم ولي صالح بالمحاكم ” شهر يوليوز 2013… والقائمة طويلة.
مناسبة هذه الكلمة، التصفح الصدفة لرسالة متداولة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لهذا المرشح لرئاسة الهيئة الوطنية، كوسيلة منه للحملة الانتخابية. لوحظ عدم خروج الرجل عن انتمائه الإعلامي الصحيح في الكتابة. فقد كتب رسالة توثق قدراته على النهوض بالأمانة، وتبرز في الآن ذاتـه عدم حرصه عليها، إدراكا منه لخطورتها، مدرك لصعابها، لكونه يؤمن باثنيـن إما الإقبال والوفاء وإما التخلي والابتعاد، فإذا جاد عليه الزمن بهذه المسؤولية فسيحترق ليستنير الآخرون.
ولربط الصلة لهذه الكلمة برسالة المرشح لرئاسة الهيئة الوطنية للمفوضين القضائيين الأستاذ سعيد القرشي، نعيد نشرها بلسان الشعب لجمالها وجمال معانيها وقل نظيرها في هذا الزمان الانتخابي..

 

رسالة للهيئة الناخبة ولعموم المفوضين القضائيين وللتاريخ

بسم الله الرحمان الرحيم.

بمناسبة الترشيح لرئاسة الهيئة الوطنية للمفوضين القضائيين ولايـة 2021-2024، أوجه هذه الرسالة للهيئة الناخبة ممثلة في أعضاء مكاتب المجالس الجهوية للمفوضين القضائيين ولعمـوم المفوضين القضائييـن ولكل من يهمه الأمر، مجملة في عشر نقط تلخص الموقف والرؤية كالتالي :

إن المعهود في الانتخابات قانونا وعرفا الدعاية للنفس بالقدرة على الممكن والغير الممكن لجلب المصلحة ودرء المفسدة.

وإني لأرى أن هذا السلوك شريعة وأخلاقا لا يليق، فالمسؤولية يجر إليها المرئ ويدعو الله أن يوفقه إن أوكلت إليه، لا أن يمارس الدعاية لنفسه والتلون بالحيل، وإن اقتضى الحال الانبطاح أمام الرغبات للوصول للغاية، وهو عالم بمحدودية القدرة على الوفاء بالوعود !.

إن المفوضين القضائيين فئة خاصة، مصنفين للشواهد العلمية التي يحملونها من النخبة المثقفة، فهل يعقل مخاطبتهم في ظرف الانتخابات الخاصة، خطاب الانتخابات الجماعية والبرلمانية العامة ؟.

زملائي الأفاضل أعضاء الهيئة الناخبة لرئاسة الهيئة الوطنية، اعلموا أنكم حملتم أمانة تمثيل أعضاء مجالسكم والدفاع عن مصالحهم، وأمانة النيابة عنهم في اختيار رئيس للهيئة الوطنية. فهذه النيابة أمانة بالغة الأهمية، يتعين الوفاء بها بإسنادها لمن ترونه أهل لها، مضمونا لا شكلا. الخطاب الأجوف يتبخر فور الإعلان عن النتائج، ويستمر الضمير وحده يشتغل، والمقدر لجسامة المسؤولية قد لا ينام إلا نومة من تواثر عنه القول لنفسـه وهو يناجيها ”الويل لك يا عمر إن نمت بالليل ضيعت حقوق الله وإن نمت بالنهار ضيعت حقوق الناس ”.

زملائي الأفاضل، الرئاسة كلمة وقلم وحركة قبل الإصدار، لا بأس من المشورة والإنصات قبل الإقدام، فإن أفلحت الحكمة فبها ونعمت، وإن لم تجد وفرضت المعركة فلا مناص من تصدرها إن افتضت المصلحة ذلك.

زملائي الأفاضل، مرت المهنة من صعاب جمة، عاشها وعايشها الجيل الأول، جيل عاش معاملة تغليب المناشير على القانون المنظم للمهنة، زمن أحكام التوقيف بسبب عدم الحضور للمحكمة لسحب طي تبليغ، زمن أحكام الإنذارات والتوبيخات بسبب عدم الحضور اليومي للمحكمة لسحب الإجراءات… وهلما جرا … من عاصر هذا الزمن المظلم في تاريخ المهنة، حامل بذاكرته التاريخ والمقدر للفوارق بين المراحل، يعي جيدا، معنى الحرص على عدم العودة بالمهنة للوراء.

هذا رجل مناسب للمرحلة، أنتم أدرى به.

زملائي الأفاضل، التحديات هذه الولاية جمة، تشريعات معدة خلف الستار ستقتحم قبة البرلمان، يتعين المواكبة والحيطة والحذر. لا أحد من الأغيار بمؤهل للحيلولة محل أهل المهنة لتقدير الصالح من الطالح ” لا يحك لك جلدك إلا ظفرك” ورأس المهنة هو الظفر الذي سيحك جلد المهنة، ومن خلفه أظافر أعضاء مكاتب المجالس، فأحسنوا الاختيار، واختاروا من إن صرختهم في أذنه يسمع وينهض ويبادر.

زملائي الأفاضل، المهنة هامة الدور في واقع العدالة، في حاجة لإفهام المنتسبين إليها بذلك، وفي حاجة لترقيتهم للعب هذا الدور بإتقان. هذا عمل للداخل، ويقتضي الانفتاح على الخارج والاستفادة من الناجح المتألق.

زملائي الأفاضل، المهنة تحيى بين مكونات عدة تخدم العدالة، يتعين التعايش مع هذه المكونات بالسعي للاحترام والتقدير المتبادل.

زملائي الأفاضل، لا مناص من السعي إلى مصاحبة أهل العلم والمعرفة، فلا رقي للمهنة بعيدا عن التسلح بالعلم والمعرفة. ينبغي جر المفوض القضائي جرا إلى مدرجات الجامعات، وشطب المسافة بينه وبيـن القضاة، فالإجتهادات القضائية المتميزة في كل ما له علاقة بالإجراءات الموكولة للمفوض القضائي كمهنة حرة مستقلـة منارة تضيئ الطريق للإنجاز الجيد. التأسـي بالقضاة في الحياد يجب التنبيه إليه والعمل من أجلـه. تحقيق العدالة لا يتحقق بالأحكام العادلة وحدها، وإنما بالتبليغ السليم والتنفيذ العادل.

المهنة في حاجة إلى المنقذ من الضلال

فكما تعلمون تسلل الضلال للمهنة منذ مدة، والخوف من الظلام والعياد باللـه.
يكاد يجمع عقلاء المهنة على أن مرحلة لم شمل المفوضين القضائيين في جمعية، والنضال الجماعي التضامني الحماسي من أجل التغيير ومناهضة ما سمي آنذاك ” بالحكرة ”، أفضل بكثير من مرحلة تأطير وتمثيل المفوض القضائي بواسطة هيئة وبإدارة انتخابية.

في عهد الجمعية منذ سنة 1996 حتى سنة 2009 ساد هم تقوية المهنة وفرض وجودها داخل المؤسسة القضائية، ندا لباقي المكونات لا غالب ولا مغلوب، لا محتقر ولا محتقر، الكل راض عن مهنته، وفي جو يسوده الاحترام المتبادل، تفض فيه المشاكل وتدار الخلافات والاختلافات بعقلانية.

في عهد هيئة، الطلعة كانت مقبولة 2009 – 2012، وعذر ضعف النتائج كان مقبولا، واستمر الترقب والصفح مرحلة ما بعد البداية 2012 – 2015، إدراكا من الجميع لصعوبة مرحلة التأسيس لبناء جديد ينطلق نحو المستقبل المجهول الغامض. لكن خواء الولاية الثالثة 2015 – 2018 وضعف الولاية الرابعــة 2018 – 2021 لم يستسغه المفوضون القضائيون.

إن التاريخ لا يذكر إلا للعبرة، فاعتبروا يا أولي الألباب، فأنتم من يقرر إما صعود الجبال أو الانحدار للحفر .
واني من خلال هذه الرسالة لا أدعوكم للتصويت علي رئيسا للهيئة الوطنية، وانما أدعوكم لحسن الاختيار
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
الأستاذ سعيد القرشي

 

اقرأ السابق

بلدية جزولة خارج القانون وباشا المدينة مستفيد من ذلك..

اقرأ التالي

النصر حليف القضية الفلسطينية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *