محمد عصام//
من خلال تتبعنا لردود الفعل التي خلفها تطبيق مدونة الأسرة، والتي يتم التعبير عنها في الشارع والمقاهي وفي الانشطة الثقافية المنظمة حول المدونة، لفت انتباهنا اختزال قانون مدونة الأسرة في مسألة واحدة هي مشكلة اقتسام الممتلكات بين الزوجين،
فحين تسأل المواطنين والمواطنات حول رأيهم في الجديد الذي جاءت به المدونة يكون الجواب هو أن الزوجة أصبح بإمكانها أن تقتسم مع زوجها الممتلكات وأصبحت المعلومات حول هذا الجديد، وحول الإجراءات الضرورية للحصول على نفس الثروة الزوج، وأصبح الأزواج القدماء خائفين على جيوبهم وعلى ممتلكاتهم، وأصبح هذا الجديد الذي له نكهة مادية يسيطر على العقول والأفكار. وهنا يجب أن نتكلم عن واقع الأسر المغربية من هذه الناحية، لأن هذه الأسرة لا تملك إلا قوت يومها (قوت اليوم) وفي اليوم الموالي تعيد اقتسام القوة اليومية الجديد. فهذه الأسر المهمشة في دور الصفيح وفي أحياء البناء العشوائي تفرخ خلال فترة الزوج الكثير من الأولاد، ويساهم الزوجان مع بعضهما البعض في تنمية مظاهر الفقر “والزلط” والبطالة. وحينما يقرر الطلاق والافتراق لا يجدان ما يقتسمان إلا “الزلط” فيقتسمان المشاكل، فالزوج “المزلوط” يحمل معه قفة من الأعباء المالية التي تزيده زلطا بسبب النفقة، وتحمل الزوجة قفة من الأولاد إلى دار والديها..
إنها مدونة الأسرة في الوقع المغربي الذي يجعلنا نضحك من كثرة الهم.. ترقب عزيزي القارئ تحقيقا حول خبايا مدونة الأسرة..