محمد عصام//
لقد ظهر ما ظهر في إبان انفجار الفضيحة. فضيحة المعركة التي اهتزت لها ساكنة جماعة أولاد عيسى وجماعة سيدي عابد بإقليم الجديدة.
في سابقة خطيرة من نوعها، اشتبك عضو جماعي بجماعة أولاد عيسى مع عماله الموظفين في نقل مادة “الحشيش” من البر إلى البحر، ليتم تهريبه عبر قوارب الموت إلى الضفة الأخرى.. اندلعت المعركة إثر الخلاف حول الأجور المتفق عليها. واستعملت الأسلحة فسالت الدماء التي لم تترك فرصة للتستر على نشاط هذا العضو الجماعي والجاري على مَرّ الأيام بالربح، لا بالخسارة للأعين القريبة والبعيدة. كان لابد من المسطرة القضائية، فقد علم الناس جهارا نهارا بالمعركة والضالعين فيها. السطحيون آنذاك تتبعوا الفلم الهوليودي وتم استغباؤهم باعتقال أجوف وبحث تمهيدي شكلي وتحقيق رمزي، وإسدال الستار يتبعه النسيان، فإخلاء السبيل، وتعود المافيا لنشاطها واقتسام الأرباح، ويظل الخاسر الوحيد سلامة الوطن والمواطن من وباء المخدرات.
..وبما أنه يطول الحديث بتناول التفاصيل الخفية حول أسرار هذه المافيا المجهولة ـ المعلومة، فستضعها “لسان الشعب” بخزانة المحفوظات إلى حين. وتكمل المسير بالاختصار الشديد حول الموضوع، فقد تمت المسطرة وجرى التحقيق ومنه انسل العضو الجماعي رأس العصابة تهريب مادة “الشيرة” من القضية انسلال الزغبة من العجين. حيث أن القاضي المحقق بابتدائية الجديدة قرر إخلاء سبيله ولكم التعليق..
ويشار إلى أن هذا القرار موضوع إخلاء سبيل مجرم حقيقي متورط في تهريب المخدرات، يدخل في خانة “القضاة خونة ثقة الملك”، والذي سبق وأن واعدت “لسان الشعب” قرائها الأعزاء بنشر فضائح الأحكام والقرارات التي لا تعدو أن تكون مجرد خيانة عظمى جعلت شرفاء العلم والمعرفة يعزفون على مناصب القضاء..
وعودة إلى موضوع العضو الذي عاد لنشاطه فور الإفراج عنه، وعادت ساكنة المنطقة تتفرج على “العدو الريفي” للشباب ـ النقالة الأُجَرَاءـ بين البر والبحر ليلا والناس نيام.
العضو الجماعي ومواليه خلف الستار وحُمَاتِهِ عن قرب وعن بعد. منهمكون في النشاط المربح للجميع، والساكنة تتقاذف ما تسمع بمآت الملايين الدرهم لفلان وأخرى لعلان واللائحة طويلة… وتبرر القذائف النّعَمَ الظاهرة على رجال المافيا.
ولعل مناسبة الحديث حول القضية التي مَرَّ على مسرحها بمخافر الدرك وبيوت التحقيق سنة ونيف. مناسبة الحديث عودة العضو المُخْلَى سبيله رغم ورطته المفضوحة في جريمة الاشتباك بالأسلحة البيضاء، لمسرح البحث والتحقيق علاقة بمسطرة مرجعية فكانت النتيجة إخلاء سبيله للمرة الثانية بردا وسلامة دون حتى المواجهة مع المصرح المدعو “محمد مقبول” الذي افاد أنه اقتنى المواد المحظورة “الكوكايين والشيرا” موضوع ضبطه في حالة تلبس من هذا العضو، ولكيلا تتكرر هذه المساطر المرجعية ضد هذا العضو، ويلتزم تجار المخدرات الصمت حيال تجارته المحظورة، عوقب المصرح الذي فضح العضو الإمبراطور، في سابقة خطيرة بعقوبة قاسية “ثمان سنوات حبسا نافذا. في إشارة من القاضي الذي انفرد بالحكم إلى إرسال رسالة مشفرة لتجار المخدرات إقليميا لعدم ذكر اسم العضو المذكور مرة أخرى أثناء التحقيق معهم.
والشيء بالشيء يذكر، وعلاقة بالموضوع، أثارت انتباهي فيديوهات للدركي” مصطفى العامري” حول الوطن ورموز الوطن، هذا الدركي اشتغل بقطاع الدراجين وجمع ثروة هائلة من تسهيل عمل تجار المخدرات، وفر قبل بلوغ سن التقاعد لأمريكا وبدأ يهاجم الوطن. صار انفصاليا وصار ملحدا وصار عاقا للمغرب والمغاربة بين عشية وضحاها، وانضم لشرذمة من أمثاله.
إن تَنَاوُل هذه القضية، جعلتني استحضر وجها للمقارنة بين هذا الدركي الظاهرة خيانته ودركي آخر خيانته خفية، عمر طويلا ونشط طويلا بإقليم الجديدة وحط الرحال مؤخرا بجماعة سيدي عابد التابعة لمركز الدرك سيدي بوزيد قبل أن يتم نقله إلى المركز القضائي للدرك بالجديدة، عاصر ولازال يُعاصر تجار المخدرات بأولاد عيسى وسيدي عابد، سهل نشاطهم سنين طويلة، واذّخر لنفسه ثروة طائلة. علما أنه ابن عائلة عانت ولازالت تعاني من الفقر المدقع بحي سيدي الضاوي بالجديدة، ويستحيي ان يجيب عن أسئلة موضوع القاعدة الشهيرة الداعية إلى: “من أين لك هذا يا هذا”؟
اكتسب ثروة طائلة تميز بها عن زملائه الدركيين الذين لم يطرحوا أية علامة استفهام أو تعجب حول ثروته، لأن هذه الأخيرة معلومة المصدر لديهم، وإنما تجدهم يتساءلون وضميرهم حائر حول السر وراء المكوث الطويل باقليم الجديدة، عكس ما يتعرضون له جميعا، لا يجدون الجواب إلا في كونه يقرر بأمواله لنفسه.
المتتبعون لمسير “مصطفى العامري”من الدركيين خاصة، يكاد يجمعون على انه لا يبق لهذا الدركي الجديدي في مسلسل خدمة مافيا المخدرات ومسلسل الاغتناء من هذا النشاط إلاّ التقاعد المبكر والفرار لأمريكا والانضمام لـ: “مصطفى العامري”وباقي الانفصاليين قبل أن ينكشف أمره ويمضي ما تبقى من حياته في التحقيقات وربما في غياهب السجون.. ونعد قراءنا الأعزاء بجرد الممتلكات المسمومة الخاصة بالدركي المعلوم، وكذا جرد الممتلكات الملغومة التي تَهُمُّ العضو الإمبراطور لاحقا..