لسان الشعب//
سبق لجريدة “لسان الشعب” أن خصصت سلسلة من المقالات بناء على معطيات وحجج دامغة فضحت من خلالها فساد وخروقات المسؤول عن الموارد البشرية بمعمل الحليب بالجديدة وشرذمة من الاذناب والحواري الذين لازالوا يتحسسون رؤوسهم في كل لحظة وحين لتورطهم حتى النخاع في مخططات الخبث والمكائد التي ذهب ضحيتها العديد من العمال والاطر الأبرياء، ونفخت جيوب هؤلاء الانتهازيين حتى أصبحت مظاهر الثراء حديث الشارع.
وفي الوقت الذي لايسع جريدة “لسان الشعب” الا أن تثمن التجاوب الإيجابي والفوري لمسؤولي شركة”سنطرال دانون” مع ما تم رصده من تجاوزات وخروقات افضت إلى تنزيل قرار الاطاحة بنيرون القلعة، مع ما خلفه هذا القرار من ارتياح كبير في نفوس غالبية العمال والاطر، إلا أن أذناب النيرون ومسامير موائده لازالت تسير على خطى كبيرهم الذي علمهم السحر.
وعلى الرغم من أجواء الظهور الباهت الممزوج بمساحيق النفاق الاحتفالي التي لم يفلح أذناب النيرون في إظفاء صدق ومصداقية تكريم ولي نعمتهم، تبقى الحقيقة المرة هو الفشل الذريع لهذه الثلة الماكرة في حجب شعور الارتباك والخيبة التي أصبحت تتخبط فيها هذه الشرذمة اليتيمة بعد ان تم بتر رأس الافعى.
و جريدة “لسان الشعب” كما عودت قرائها الأعزاء على الصدح بالحقيقة مهما كلفها ذلك من تضحيات، تعتبر إسقاط راس الافعى ارادة صادقة لتدشين مرحلة جديدة وحملة الأيادي البيضاء التي تحسب بمداد من ذهب لمسؤولي إدارة “سنطرال دانون” الا أنها تبقى مجرد بداية الغيث لأن ما تركه الغير المأسوف عليه من احتقان وتشنج أصبح يتطلب تنزيل مصالحة حقيقية تعيد الاعتبار لكل ما تم تقويضه خلال مرحلة تسييره ،ونسوق هنا على سبيل المثال لا الحصر لوائح الاقصاء والتشريد التي سهر النيرون على إعدادها بمعية الثلة الشريرة للتخلص من من عشرات العمال والاطر، ذنبهم الوحيد أنهم رفضوا الرقص على إيقاع سمفونياته، وعارضوا مخططات الخبث والمكر، ورفضوا تقديم قرابين الطاعة والولاء لنيرون القلعة.
وتتسائل “لسان الشعب” ويتسائل معها الرأي العام عن حقيقة هذا الإسقاط دون ترتيب إجراءات المحاسبة؟
وتتسائل كذلك “لسان الشعب” ويتسائل معها المتتبعين هل ستستمر حملة الأيادي البيضاء في استئصال ما تبقى من رأس الافعى لتطال ثلة من صبيان النيرون؟ ام ان الأمر هو مجرد وضع مساحيق لإخفاء بشاعة الوضع واستبدال أسماء بأخرى دون العمل على تنزيل استراتيجية واضحة ودقيقة تاخذ بعين الاعتبار إعادة توزيع المهام وفق مبدأ الكفاءة والمهنية بدل المحسوبية والزبوبية والمولاة.
وفي انتظار ما ستسفر عنه الايام القادمة نصدح في آذان أذناب النيرون انتظروا لحظة الحساب ومزبلة التاريخ هي مكانكم الحقيقي.