محمد عصام//
حزب للعدالة والتنمية بالمغرب، سقط القناع، عليك بتقبل الحقيقة المرة.. أكلتَ يا حزب يوم أكل الثور الأسود. جف نهر الخطاب وتصلّب الحلْق. سُحب من تحتك البساط ومُزّقت الخيمة التي كانت تخفي الحقائق المرة.
إن من عاصروا السياسة بالمغرب بعد انتهاء الحماية يدركون جيدا أن حزب العدالة والتنمية عاش الغباء السياسي بامتياز. عاصر نضال حزب الاتحاد الاشتراكي المستميت ضد الفساد وسعيه لقهر المخزن وفرض الإصلاح والتغيير، وعاصر دهاء دار المخزن والإيقاع بهذا الحزب في المصيدة. ساس البلاد فترة من الزمن حتى تمرن على حب الحكم وألف الكرسي، فجأة سُحب من تحته البساط، وجيء بالعدالة والتنمية لتمريره من نفس النفق ويلقى نفس المصير.
اليوم حزب العدالة والتنمية صار ورقة محروقة سياسيا، يكاد يجمع المغاربة على الهزيمة في فن الحكم والتدبير. نعم لهذا المصير الحتمي أسباب، وغباء هذا الحزب السياسي والعلم القبلي لهذه النتيجة، بعلمه أنه ليس الأحنك سياسيا من حزب الاتحاد الاشتراكي،وعرف مصير الإفشال.
اليوم صار حزب العدالة والتنمية في أعين المواطن سياسيا كالورقة المحروقة، لم تبق بحوزته وعود وبرامج قابلة للتسويق، ولا غرابة أن يستعيض عناصره عن ذلك باستعارة مشاكل الضعفاء، كعمال الشركات وأمثالهم، واستغلال النفوذ السياسي الوزاري المتبقي والضغط على المسؤولين الإداريين المحليين لمجاراتهم رؤاهم في الميل والصهيل في وجه الباطرونا ليفرح العمال وينخدعوا باعتقاد بقاء شيء من القدرة لدى الحزب على التدبير..
مناسبة هذا التحليل، تحركات مفضوحة مشبوهة لعناصر حزب العدالة والتنمية إلى جانب العمال والمستضعفين بالمنطقة الصناعية بالجديدة والجرف الأصفر، لحفظ ماء الوجه والتغطية على الحصيلة البئيسة لما ينا هز 6 سنوات من الحكم.
اليوم شاء القدر قبل البشر أن تغلق المساجد وتفوت على هذا الحزب الفرصة لمواصلة تمرير خطاب امنحوني فرصة الإضافية للاقلاع باقتصاد البلاد وتنميته، فهل يليق الانعطاف نحو المصانع والشركات لاستمالة الطبقة العاملة بإبراز الحنو عليها، استغلالا للظرفية الاقتصادية الصعبة والحرجة التي لم تترك سبيلا ميسرا لأرباب المعامل للاستمرار في السير بنفس الوثيرة الإنتاجية الممكنة من تلبية متطلبات الشغل.
سيشهد التاريخ على مقت هذا الأسلوب ومكره، فهل يليق أيضا الانفصال عن السرب و الإخلال بالنظام الانتخابي وهتك مدونة الأخلاق الانتخابية والاستغلال التواجد في السلطة والقيام بالحملة الانتخابية بغير إعلان صريح وفي غفلة عن رفاق الدرب؟