الزبير شيخ قبيلة تلوح حوله شبهات الفساد والتحقيق النزيه مطلب السكان.. فهل من مجيب؟

محمد عصام//

عــاش المغـرب فتـرة من الزمن عصيبة جدا، بانطلاق ما سمي بعهد الاستقلال، تصنيف حكم الملكيات بالرجعيات، جر على حكم الحسن الثاني ويلات الانقلابات المتتالية. هذه الانقلابات  أنجبت سياسة متشددة تجاه الشعب، احتفظ القصر الملكي بأربع وزارات اعتبرها سيادية، وترك الباقي   تتبارى عليه الأحزاب بلعبة الانتخابات، وأدارت وزارة الداخلية اللعبة ببراعة، لا يفوز بمقعد بجماعة أو برلمان إلا من ترضى عنه هذه الوزارة. فخاضت الأحزاب المغضوب عليها مضطرة الصراعات مع أم الوزارات كما سميت آنذاك.

  ولا ضير أن يراد طي صفحة هذا الزمن العصيب، فتم ابتكار حيلة لذلك أذكى من حيلة تدبير التشدد بالعصى الغليظة. حيلة الإنصاف والمصالحة. عهد بتسييرها لضحايا المرحلة أنفسهم، ليكون لها شيء من المصداقية، فلا أحد يشك في استحالة الإنصاف وإمكانية المصالحة.

     وحيث التاريخ لا يرحل بجيله وينقضي، فكما تجود البيولوجية بأمراض تورث عبر الأجيال، حتى التاريخ يقذف بأمراضه للبشر. ولا غرابة أن تجد في الزمن الحديث من البشر أمثال إدريس البصري والكومسير ثابت والجنرال أفقير والطاغية فلان وعلان واللائحة تطول من أعلى الهرم إلى أسفله تسلسلا في السلط.

 مناسبة هذه القراءة الأليمة للواقع. معاناة مشيخة بكاملها مع شيخ القبيلة كما يسمى، وإن كان لا علاقة للإسم بالمسمى. فالشيخ بالنسبة للقبيلة أخيرهم وأعقلهم وأحكمهم وأصبرهم وألطفهم وكريمهم وهلما جرا من الخصال الحميدة. العكس تماما تعايشه لسان الشعب في علاقة شيخ البحابحة بجماعة الحوزية قيادة ودائرة آزمور إقليم الجديدة. يفعل بناس مشيخته ما يفعل الشيطان اللعين بالجماعة      ليفتنها ويفرقها ويناحرها ويضعفها. تتذكر لسان الشعب ما تناولته عن هذا الشيخ في حينه من مصادره.

  – ضلوعه في عرقلة تراخيص تمليك الأراضي ليجبر الناس على البيع له ولمواليه بثمن بخس. فيكاد يصير عقارا بامتياز وثريا بامتياز بالتفضل على نفسـه بالتراخيص اللازمة للبيع والشراء والتمليك والتسييج، ثم البيع بأثمان مضاعفة جدا. فلا يفاجئ مفتش أو باحث يمر على مسح العقارات التي مرت بيده ليده أو بيده لغيره وتهاطلت الأرباح مباشرة وغير مباشرة.

 – ضلوعه في الحفر عن الكنوز، يأتي بالحفارين ويحفهم بالحماية والتعتيم، ييسر لهم شراء البقعة المشبوهة أو كرائها وتسييجها والحفر بكل طمأنينة، ثم المغادرة المفاجأة وترك الحفر مزارة للصغار والكبار الرجال والنساء، والأحمق من يشك في ضلوع شيخ القبيلة فيما يجري.

 – ضلوعه في المساعدة على التهرب من التجنيد الإجباري للشباب بمشيخته، وتناولت لسان الشعب هذه الفضيحة في وقتها لما شاع وراج بين السكان الثمن الذي حدده مقابل عدم التسجيل ضمن اللائحة المفتوحة لقضاء فترة التجنيد الإجباري.

  – يحرم من يشاء من كل الشواهد التي يلزم القانون بتحصيلها منه، ويغدق على من يشاء سواء كان له الحق فيها أم لم يكن.

  فرق المشيخة موالاة وغير موالاة. الأولى يخدمها والثانية يعدمها. ورغم انفجار الثانية غضبا عبر الشكاوى والاحتجاج. فلأطفال البصري من أعوان السلطة بالداخلية حماة. جاد بهم هم أيضا مرض     الجينات اللعين. فالتقرير السليم عن الشيخ يمحوه الملم المليم بعمالة الجديدة لا فتح الله عليه، بالنفي والتكذيب. فكان السبب في إطالة عمر هذا الطاغية الصغير في سلم السلطة، مع كامل الأسف.

اقرأ السابق

لعنة وفاة عامل المناولة تطارد لوبي فساد معمل الحليب بالجديدة وتربك حساباتهم8/4

اقرأ التالي

حزب العدالة والتنمية بالمغرب رمز الغباء السياسي والتدخلات المشبوهة..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *