لعنة وفاة عامل المناولة تطارد لوبي فساد معمل الحليب بالجديدة وتربك حساباتهم8/4

لسان الشعب//

حينما تجتمع المصالح ،تتهدم القيم والمبادئ ،فيسود قانون الغاية تبرر الوسيلة،وتصبح الحقيقة ضائعة ،الكشف عنها ليس بالأمر الهين ،وطريقها صعبة وشائكة ،إلا أن القلم الحر يظل وفيا لمبادئ وشرف المهنة ونبل امانتها ،مهما كلف الأمر ذلك من تضحيات ،ونستحضر هنا روح قيدوم الإعلاميين الأستاذ “مصطفى العلوي” وعموده الشهير الذي زعزع عروش الفاسدين “الحقيقة الضائعة”.
مناسبة هذا الكلام هو الوعد الذي قطعته جريدة “لسان الشعب” لقرائها الأعزاء في فضح المستور، وكشف مايجري وراء أسوار معمل الحليب بالجديدة، وكيف استطاع ثلة من الانتهازيين، تجمعهم مصالح، وتلفهم انتفاعات ذاتية، أن يؤدوا قسم “الإخوة دالتون” في اقتسام كعكة البقرة الحلوب، والتفنن في اتقان أساليب التمويه والتحاليل لتبييض الأموال الوسخة في اقتناء ممتلكات، وإنجاز مشاريع ومحلات تجارية ومقاهي، اضطروا بسبب الخوف من المحاسبة تسجيلها في اسم اقاربهم.

طاحت الصمعة علقو الحجام

لازالت لعنة حادث وفاة عامل المناولة داخل معمل الحليب بالجديدة تطارد لوبي الفساد وتفضح المستور داخل قلعة “النيرون”، ابتداءً من المسؤولية القانونية والاخلاقية والإنسانية لإدارة معمل الحليب من حيث إلزامية توفير شروط ومعايير السلامة والصحة، ووسائل الإنقاذ والوقاية المستعجلة، سواء للعمال المؤقتين او غيرهم، مرورا بالطرق المفضوحة والملتوية للوبي الفساد ،وأساليب ” هاك ورا ما فيها حزارة” التي يتفنن فيها خدام قلعة” النيرون”، وعلى رأسهم كبير السحرة في تمرير الصفقات المشبوهة المرتبطة بشركات المناولة المنعم عليها، وانتهاء باستقدام عمال اغلبهم من أبناء الجلدة، لضمان فروض الطاعة والولاء.
هكذا هي قوانين قلعة “النيرون ” مكر، وتربص وتحايل، وانتقام، لم يسلم منه حتى الأموات، إذ ان لعنة حادث وفاة عامل المناولة، لازالت ترخي بضلالها على هذه القلعة، وعلى كبير السحرة، ففي الوقت كان فيه من الواجب الاستفادة من الأخطاء والتفكير في بلورة تصور واضح ودقيق، لوضع خطة عمل، وخريطة طريق، في ميدان تاطير وتكوين عمال المناولة، لتأهيلهم ، وتجويد خدماتهم، وجعلهم أكثر قدرة على الاندماج المهني داخل هذه الوحدة الصناعية، نجد لوبي الفساد يسير عكس التيار، ويسارع عقارب الساعة من أجل در الرماد على العيون، والبحث عن اكباش فداء، كشماعة لتعليق اخطائهم وتحميل مسؤولية حادث وفاة عامل المناولة لأشخاص بشحمهم ولحمهم، وتلفيق التهم الباطلة لهم، لتصفية حسابات، والحفاظ على مصالحهم التي تبقى خطا احمرا، لايجوز لأي كان داخل القلعة التفكير في تجاوزه.
هذه الأساليب الحقيرة التي لازال لوبي الفساد داخل معمل الحليب بالجديدة يتمادى في نهجها دون حسيب او رقيب، افسدت بشكل ملفت للانتباه السلم الاجتماعي بين صفوف العمال والاطر، وسممت أجواء العمل والتعايش، حيث أصبح جل العاملين بهذه الوحدة، يتحسسون رؤوسهم مخافة تلفيق تهم باطلة وجاهزة، يحفظون بها وجوههم المتسخة، ويتخلصون فيها بالمقابل من أشخاص باتوا يشكلون مصدر إزعاج لمخططاتهم الخبيثة.
فإلى متى سيظل هذا العبث سائدا داخل أسوار هذه القلعة؟ وهل ستتحرك الجهات المسؤولة في اتخاذ الإجراءات اللازمة لزرع الثقة والسلم الاجتماعي داخل هذه الوحدة الإنتاجية؟ ام ان طلاسيم القلعة أقوى من قرارات الدوائر المسؤولة.

 

اقرأ السابق

الغرفة المدنية باستئنافية الجديدة أمام امتحان عسير وقدسية سرية المداولة تستنجد

اقرأ التالي

الزبير شيخ قبيلة تلوح حوله شبهات الفساد والتحقيق النزيه مطلب السكان.. فهل من مجيب؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *