كاميرات معمل الحليب بالجديدة ترصد ماقل وزنه وثمنه والمديرة العامة آخر من تعلم8/3

لسان الشعب//

حينما تجتمع المصالح ،تتهدم القيم والمبادئ ،فيسود قانون الغاية تبرر الوسيلة ،وتصبح الحقيقة ضائعة ،الكشف عنها ليس بالأمر الهين ،وطريقها صعبة وشائكة ،إلا أن القلم الحر يظل وفيا لمبادئ وشرف المهنة ،ونبل امانتها ،مهما كلف الأمر ذلك من تضحيات، ونستحضر هنا روح قيدوم الإعلاميين، الأستاذ “مصطفى العلوي” وعموده الشهير الذي زعزع عروش الفاسدين “الحقيقة الضائعة”.
مناسبة هذا الكلام، هو الوعد الذي قطعته “لسان الشعب” لقرائها الأعزاء في فضح المستور، وكشف مايجري وراء أسوار معمل الحليب بالجديدة ،وكيف استطاع ثلة من الانتهازيين تجمعهم مصالح، وتلفهم انتفاعات ذاتية، أن يؤدوا قسم “الإخوة دالتون” لاقتسام كعكة البقرة الحلوب، ويتفننوا في إتقان أساليب التمويه والتحايل لتبييض الأموال الوسخة في اقتناء ممتلكات، وإنجاز مشاريع ومحلات تجارية ومقاهي، اضطروا بسبب الخوف من المحاسبة تسجيلها في اسم اقاربهم.

داء الرمد يصيب عيون معمل الحليب

قديما نجح ملك الكوميديا العالمية “شارلي شابلن” في تجسيد مشاهد كوميدية صامتة، فضحت جشع وظلم الباطرونا واستغلالها عرق العمال البسطاء، ومراقبة تحركاتهم، ورصد كل كبيرة وصغيرة داخل المصانع، بواسطة كاميرات المراقبة من داخل مكاتبهم الفارهة.
نفس المشاهد تتكرر، ونفس الوقائع يعيدهاالتاريخ، ويكررها منطقه، لكن المفارقة العجيبة، والاستثناء الوحيد، هو أن كاميرات المراقبة داخل معمل الحليب بالجديدة ، طيعة في أيادي ماسكيها، تغفو وقت ما شاؤوا، وتفتح بؤبؤها في رصد محاولات بئيسة في تمرير بضع علب من منتوج مشتقات الحليب، أو محاولات تغليط المكلفين بالمراقبة في حساب مجموع بعض “الباليطات”، كما هو الشأن بالنسبة لواقعة السرقة التي انتشر خبرها كالنار في الهشيم، والتي تم الركوب عليهامن طرف كل من له مصلحة في ذلك، وكان الأمر إنجاز لامثيل له في تكريس مبادئ الصرامة والأمانة.
والحال أن هذه الوقائع والتطبيل لها،هي مجرد مساحيق مغشوشة لواقع تجتمع فيه كل المتناقضات، وتتوزع فيه أدوار المكر والتلاعب بشكل مفضوح، بدءا باسناد مهام المراقبة بالكاميرات لأحد المنتمين لهيئة نقابية. شاءت الاقدار داخل قلعة “النيرون” أن تجتمع كل المتناقضات، و تتعايش كل المتنافرات، فيصبح الذئب مؤتمنا على على سلامة النعاج، وتصبح هذه العيون الاصطناعية اداوت لينة وطيعة لانامل ماسكيها، تغفو بمشيئتهم ،وتصحو باوامرهم.
هكذا هي قلعة “النيرون”، عيونها يصيبها داء الرمد، كلما اجتمعت مصالح لوبي الفساد ،وتفتحت شهيتهم في نفخ البطون والجيوب، وتمرير نفائس مغارة علي بابا، لما لا؟ والماسك بخيوط اللعبة هو الخصم والحكم، يعتمر قبعة النضال وقت ماشاء، ويصطف إلى طابور الدفاع عن مكتسباتهم، ويظل في نفس الآن الابن البار لإدارة “النيرون” والمنفذ المخلص لاجنداتها.
يالها من من مفارقة عجيبة، ومعجزة تحققت بمشيئة شياطين الإنس داخل أسوار القلعة.
هذا القادم من فيافي صخور الفوسفاط، هو الفتى المدلل” لنيرونه” وعلبته السوداء ،يشتغل فوق العادة، شبح لايحاسب، ومناضل لاتحمر وجنتاه خجلا، ورجل أعمال عجزت أيادي المحاسبة رصد ممتلكاته.
يشاع والشائعة بوزن الحقيقة، أن دهائه ومكره لم تسلم منه حتى طليقته التي لم تنل الا النزر القليل من النفقة الواجبة شرعا، رغم أجرته السمينة، وممتلكاته القيمة ،في سابقة من نوعها، ستكشف الأيام عن خيوط هذه الفضيحة المدوية، و فضائح أخرى يقف ورائها لوبي الفساد داخل قلعة “الداخل مفقود والخارج مولود”، فهل سيظل معمل الحليب بالجديدة، استثناءا تجتمع فيه كل المتناقضات، أم أن خيوط اللعبة يتقاسمها تماسيح وعفاريت المكاتب المغلقة.

اقرأ السابق

انحراف قائد قيادة اولاد افرج حديث الساعة وحيله يجب أن لاتنطلي على “لفتيت”

اقرأ التالي

الغرفة المدنية باستئنافية الجديدة أمام امتحان عسير وقدسية سرية المداولة تستنجد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *