لسان الشعب//
بحت حناجر آباء وأولياء تلاميذ المدارس الخاصة من جشع أرباب هذه المقاولات التجارية الذي فاق جشع اشعب الطماع من خلال استمرارهم وبكل الوسائل الضاغطة على مطالبة الآباء بأداء مستحقات شهور الحجر الصحي كاملة على الرغم من أن الأمر أصبح محسوما من الناحية القانونية على اعتبار أن العقد الذي يربط خدمة هذه المدارس هو التعليم الحضوري وان كلفة التعليم عن بعد لم تكن مكلفة بالنسبة لهذه المدارس وكانت بالمقابل جد مكلفة بالنسبة للأسر من حيث أعباء التتبع والمراجعة واقتناء اللوازم الضرورية من هواتف وحواسيب وطابليتات وتحمل مصاريف تعبئتها الشيئ الذي دفع بالاباء إلى مطالبة أرباب المدارس إلى تفهم هذه الوضعية الإستثنائية وإعادة اخضاع ماتم التعاقد عليه إلى ميزان التوازن وأداء نصف المستحقات لشهور الحجر الصحي والاعفاء التام لشهر يونيو.
هذا الخلاف الناجم بين أرباب المدارس الخاصة والاباء وأولياء التلاميذ تناقلته وسائل التواصل الاجتماعي عبر تأسيس مجموعة من التتسيقيات بعدما اتضح ان جمعيات آباء وأولياء تلاميذ المدارس الخاصة لم تشف غليلهم حيث إن غالبيتها قد ولدت بين أحضان باطرونات هذه المقاولات وتشكلت وفق مقاصها بل إن العديد منها لم تجدد حتى مكاتبها.
هذا الجدل وصل صداه إلى إلى دهاليز الجهات المعنية من خلال دعوة وزارة امزازي إلى فتح حوار بين الأطراف تحت إشراف اكاديميايتها داخل ربوع المملكة الا أن هذه الدعوة لم تفلح في وقف نزيف جشع أرباب المدارس الخاصة حيث ظلت متعنتة في مطالبة الآباء بمستحقات شهور الحجر الصحي بل إن بعض المؤسسات بادرت وبكل تجرد من قيم المواطنة إلى تطبيق المثل الشعبي “ضربني وبكى سبقني وشكى” كما هو الشأن بالنسبة لإحدى المدارس الخاصة بمدينة المحمدية التي قامت بمقاضاة أحد الآباء بواسطة محام تطالبه بأداء مستحقات لم تكلف نفسها أي عناء وغير متعاقد في شأنها.
مدارس أخرى لجأت إلى وسائل لاتمت بصلة إلى القيم الأخلاقية التي تدعي تدريسها للأجيال القادمة حيث عمدت إلى دفع الشيكات الموضوعة لديها على سبيل الضمان إلى الأبناك مستخلصة بذلك واجبات شهور الحجر الصحي بدون موجب حق.
هذا الجشع غير المبرر رفع من وتيرة استياء الآباء وأولياء التلاميذ ورفع كذلك دعوات اللجوء إلى القضاء لوضع حد لهذا التسيب غير المعقول بل إن اصواتا داخل هذه التتسيقيات أصبحت تطالب الآباء بمقاطعة التعليم في اوساط هذه الاخطبوطات التجارية والعودة إلى التعليم العمومي ولو بتخصيص مساهمات مالية للرفع من جودته وتوفير كل حاجياته ولوازمه.
هذا وفي الوقت الذي كان آلاف الآباء وأولياء التلاميذ باقليم الجديدة ينتظرون حلولا منصفة لهذا الجدل الحاصل عن طريق الوساطة التي تمت تحت إشراف أكاديمية الدارالبيضاء تفاجأ الآباء بخيبة أمل وتواطئ واضح من خلال ترجيح كفة جشع أرباب المدارس وذلك بالخروج باتفاق أقل ما يقال عنه انه فارغ ومثير للضحك لأنه اعفى الآباء من واجبات التنقل والاكل الذين لم يشتغلا اصلا خلال شهور الحجر الصحي وترك كامل الصلاحية لارباب المدارس في الاستمرار في مطالبة الآباء بمستحقات غير متعاقد عليها ناهيك عن صلاحيات أخرى من قبيل إذلال الآباء وتحقيرهم أمام أبنائهم عن طريق الادلاء بما يفيد ان وضعياتهم المادية قد تأثرت ومصنفة ضمن خانة العوز وكأن الأمر يتعلق باستجداء صدقة وليس مطالبة بحق يضمنه القانون وتحدده الإلتزامات.
فهنيئا لارباب المقاولات بهذا الإنجاز الكبير وهنيئا لكل من توسط وساهم في الوصول إلى هذه الحلول المجحفة في حق الآباء .
ونهمس في اذان هؤلاء ونقول إن محاولة استغباء الراي العام بمثل هذه الخرجات هو دليل على اننا لم نستفد من دروس الجائحة وان المعادن المغشوشة مآلها مزبلة التاريخ وأن إصلاح القطاعات الحيوية من تعليم وصحة و….
هو خيار لا مناص منه لتحقيق التنمية المنشودة.