محمد عصام//
من ضروريات تناول أي موضوع، لا بد من الاشتغال عليه، ورصد التعاريف اللازمة، والتي من خلالها يمكن معالجة وتحليل هذا الموضوع، وذلك بغية التسهيل على القارئ أو المهتم أو الباحث وضوح الرؤية من جهة، ومن جهة أخرى، تنبيه الجهات المعنية، ما إن كان الأمر يتعلق بفساد أو إجرام يستدعي عدم الإفلات من العقاب..
ومن هذا المنطلق ارتأت “لسان الشعب ” ومن خلال قراءتها المتأنية لمعطيات تهم أباطرة المخدرات التي أشارت إليهم في المقال السابق، والتي عنونته بـ: درك الجديدة: هل تعلم؟ وإن لم تكن تعلم فهذه مناسبة لتعلم.. وختمته ب: لنا عودة إلى الموضوع لا حقا في إطار تحقيق مفصل، وبالطبع ” فوعد الحر دين عليه..
واعلموا يا حثالة القوم أن تهديداتكم لن ترهبنا، ولا تزيدنا إلا قوة للتصدي لكم وأمثالكم من تجار المخدرات أينما حللتم وارتحلتم، فالموت لا تخيفنا كونها واحدة و أسبابها مختلفة، وحركاتكم الرعناء لا تحرك ساكنا فينا..
وحتى لا نطيل عليك عزيزي القارئ، وعودة إلى الموضوع ذاته، فإنه على طول الطريق الرابطة بين حي الصناعي بالجديدة وغابة بلعبادية، كلها أسواق خاصة بأباطرة الاتجار في المخدرات، إذ بين سوق وسوق تجد سوقا. حتى أصبحت ساكنة الدواوير تتساءل وضميرها حائر حول المرخص بهذه الأسواق المحظورة، التي آلمتهم ووجهت مستقبل أبنائهم إلى الجحيم..
سوق المخدرات بدوار دراع وبعض الدركيين أصبحوا كأصول تجارية
والحال كما ذكر، والمخدرات بجميع أصنافها غزت المنطقة، انطلاقا من سوق حي الصناعي دوار دراع الذي لا يبعد عن المدار الحضري إلا ببضعة أمتار، وبالتالي يبقى أقرب نقطة للمركز القضائي بالجديدة الذي يعد الجهة المنوط بها إيقاف صاحب هذا السوق المعروف والذي هو نفسه محط مئات المساطر المرجعية.
فاز بهذه الصفقة منذ أزيد من عشر سنوات خلت، فور أن تم الإفراج عنه بعد قضائه فترة الحراسة النظرية رفقة شقيقه ذات الصيت في العفن، الذي تحمل عواقب القضية وبرء ذمته، رغم أنهما ضبطا معا وبحوزتهما كمية هائلة من مادة الكيف والشيرة..
وما هي إلا أيام معدودة من تاريخ الإفراج عنه، حتى أصبح دوار دراع بالحي الصناعي سوقا معروفا بآفة الاتجار في المخدرات بكل أنواعها، واسم صاحبه ولقبه لصيق بهذا السوق، وتلوكه ألسنة العادي والبادي بكل بساطة، وكأنه إمبراطور سوق مشروع كالخضر واللحوم وغيره.
إبعاد الدركيين الذين عمروا مدة طويلة بدكالة سبيل لإيقاف المجرم
وأمام ما سلف ذكره، تساءل العديد من ساكنة إقليم الجديدة، والكل من موقعه، حول السر الذي يكمن وراء عدم إيقاف هذا المجرم وتقديمه إلى العدالة، رغم قضائه ردحا من الزمن خارج أسوار السجون، يزاول نشاطه المحظور بكل أريحية، بالإضافة إلى كثرة المساطر المرجعية، التي تتصدرها قضية “ولد هبول “المتورط في جرائم التهريب الدولي للمخدرات، والتي ربما طالها التقادم دون أن تطال يد “الجدارمية” أو “البوليس” صاحب سوق دوار دراع المتورط حتى النخاع..
والغريب في الأمر، يقول أحد المواطنين أن الامبراطور المعلوم شوهد غير ما مرة، جنبا إلى جنب مع المنوط بهم إيقافه بإحدى المقاهي بالإقليم، يحتسون القهوة والشاي وعلى الطاولة علب السجائر الشقراء..
وفي السياق نفسه، عزى المواطن المذكور أسباب تمكين هذا الامبراطور من سلطة الصولة والجولة والوقاية من شر المتابعة والعقاب، إلى كونه يتوفر على أوراق ضاغطة لا تسمح لبعض الدركيين بازعاجه، فهم في خدمته وتحت إمرته، وإلا وأشهر الفيديوهات والصور التي تورطهم، خصوصا منهم، “الجدرمية” الذين احتلوا إقليم الجديدة حتى اصبحوا كأصول تجارية..
وعلاقة بالموضوع، خَلُصَ المواطن ذاته، من خلال تصريحه لـ “لسان الشعب” إلى أن هذا السوق المحظور سيبقى ولن يزول، إلا بإبعاد الدركيين الذين عمروا أعواما عدة بمنطقة دكالة والذين زرعهم في كل حدب وصوب من أجل إخباره بكل صغيرة وكبيرة، حتى لا يتم الوقوف عليه أو على جرمه المشهود من ناحية ومن ناحية أخرى حتى لا يُزَجَّ به في السجن ويفتضح أمرهم جميعا، ولعل الأبحاث التي تعتمدها رجال “عبد الحق الخيام” وتقودهم إلى خيوط الجريمة كالعادة والمعتاد، بخصوص الجرائم البشعة التي تُرتكب من قبل المافيات وشبكات التهريب وعصابات الإرهاب… هي الكفيلة وحدها بالكشف عن عورتهم جميعا..
فأكيد أن كفاءة وحنكة رجال “حرامو”.. وحصافة وتبصر رجال “عبد الحق الخيام” لن يقف أمامهما أي حاجز للوقوف على الجريمة قبل وقوعها في مجال قضايا الإرهاب حتى أصبح المغرب يتصدر قائمة محاربة الإرهاب دوليا، وما أدرنا حول هذا الجرم العلني بإقليم الجديدة، الذي سيسفر التحقيق فيه على تورط جهات نافذة تعيش بين ظهرانينا، بالإضافة إلى مجموعة من الدركيين الصغار الذين ظهرت عليهم النعمة بسرعة البرق، والتي تتنافى ورواتبهم الشهرية، وتبقى القاعدة الشهيرة الداعية إلى من أين لك هذا يا هذا؟ هي الحل الوحيد لفضحهم..
رئيس مركز درك سيدي بوزيد ومن على دربه في منأى عن أرباح سوق دوار دراع
قلنا ذلك ليس من الفراغ، ولكن من صميم الواقع، باعتبار دوار دراع، حيث يتواجد السوق المحظور المومأ إليه يوجد في حدود التراب نفوذ درك سيدي بوزيد، و لا يبعد عن المركز القضائي للدرك بالجديدة إلا ببضعة أمتار، بالإضافة إلى كون رئيس مركز سيدي بوزيد ومن على دربه حديثي العهد بالمركز المذكور، ومقارنة مع ذلك يمكن القول أن درك سيدي بوزيد كان نموذجا للدرك الملكي المغربي في الوقت الراهن أي في زمن “كورونا” حيث جمع بين التصدي لمخالفي قرارات الدولة بخصوص الحجر الصحي وإيقاف العديد من مروجي المخدرات واللصوص. ونذكر على سبيل المثال لا الحصر، إيقاف الملقب بـ”الحجام” بمركز مولاي عبد الله وبحوزته كمية هائلة من المخدرات، زد على ذلك، أربع أشخاص تم ضبطهم بدوار البحارة وبحوزتهم كمية مهمة من الشيرة والكيف و “السيلسيون”، وآخر بدوار أولاد اسماعيل، هذا بالإضافة إلى إيقاف العديد من اللصوص وغيرهم، وقائمة الأعمال الذي يقوم بها مركز سيدي بوزيد نموذجية تستدعي التنويه والإشادة، تشجيعا لهم للمزيد من العطاء، رغم شساعة المساحة والكثافة السكانية الهائلة التابعة لنفوذه وقلة عناصرهم، في انتظار الوصول لصاحب سوق دوار دراع الذي أرعب الجميع بعصاباته المدججة بالسيوف والسواطر وأسلحة أخرى…
وعـــــــد الحـــــــــــــر ديـــــــــــن عليــــــــه
معشر القراء الأعزاء، أعدكم بنشر تحقيقات أخرى تهم أسواق المخدرات، المتواجدة على طول الطريق الرابطة بين الحي الصناعي بالجديدة، ودوار مكرس التابع ترابيا لجماعة أولاد أحسين، وذلك انطلاقا من سوق دوار دراع الحي الصناعي موضوع هذه المادة الإعلامية التي هي بين أياديكم، ومرورا بسوق دوار تيكني، ووصولا إلى سوق دوار الرقيبات وسوق فرن الخلفي وسوق دوار المعادكة، ونهاية بسوق دوار مكرس بجانب غابة” بالعبادية”.
وجدير بالذكر، أن لهذه الأسواق حكايات وقصص، سنسرد وقائعها لاحقا مع تبيان مكامن الخلل، التي لا تعدو أن تكون أبطالها بعض دركيي المركز القضائي بالجديدة وبعض دركيي أزمور وبعض دركيي المركز الترابي أولاد احسين ..