البيضاويـــــون نمـــــــوذج الحضــــــــارة المغربيـــــة..

محمد عصام//

البيضاويون  كرماء، ليسوا مثلما يتناقله الشارع أو حثالة الشارع، بل هم كرماء رغم كل شيء،  يتقاسمون قطعة خبز مع مسكين، ويتقاسمون دراهم معدودة مع المتسول آثار مشاعرهم مكتوبة بالحاجة، لكنهم ذوو غنى النفس حتى وان جعل منهم ضنك العيش في حاجة..

هكذا هم بسطاء البيضاويون الكرماء من ذوي الدخل المحدود، من يكتوون بنيران الأسعار ويتخبطون في بحر المشاكل الذي لا مد ولا جزر له مثال هذا الكرم بسيط.

إن البيضاويون الكرماء، مع مواطنة مسنة أغمي عليها في الشارع، يتحلقون حولها يرشون على وجهها رذاذ الماء المنعش حتى تفيق وتعود إلي اليقظة، عجوزة هرمت في الطوبيس تسكت طفلة صغيرة تبكي في حضن أمها بتفاحة حمراء تخبئها بعناية في كيسها البلاستيكي الأسود، شاب يتابع درسته يساعد امرأة شابة على انزال الشيخ الطاعن في السن الذي أنهكه السعال و ارتعاشة اليدين من الحافلة أمام مستشفى 20غشت أو ابن رشد…

البيضاويون الكرماء بخير.

أعني روح المواطنة وعمق الانتماء وغريزة التضامن، حتى و إن كانت أوضاعهم المعيشية ليست بخير..

مازالت بدرة القيم الأصلية حية ترزق في نفوس الأجيال المتعاقبة، لن تموت بالتأكيد حتى و إن تجمدت لدى كثيرين وتكدست..

هذه شهادة لله في حق البيضاوين صادرة عن جديدي النشأة وأجداده الأربعة مدفنين طيب الله تراهم في مقبرة سيدي بوافي بجانب المنار الذي شيدت سنة 1916. حيث ولدت وترعرت وتربيت وللحديث بقية..

اقرأ السابق

المغرب يودع الوزير الأسبق أيقونة “التناوب التوافقي”

اقرأ التالي

ظهور الدكتور اليوبي بعد غيابه المفاحئ يثير تساؤلات ويضع الوزارة في قفص الاستفهام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *