ارفعوا أيديكم عن أموال الشعب وارفعوا معولكم عن أخلاق الأمة فكفاها تحطيما

يكتبه: محمد عصام//

نحن الفقراء، نتطلع الى يوم نصبح فيه مالكي الدور التي نسكنها ومالكي السيارات التي نركبها ومالكي الضيعات التي نحرثها ومالكي المعامل والمصانع والمتاجر التي نعمل بها. نتطلع الى يوم يحس فيه أسيادنا، أن اعمارنا مثل اعمارهم محدودة وأرزاقنا مثل أرزاقهم مقدرة. وأنهم فقط بأخلاق إبليس من مكر وحيل وخيانة و… استولوا على نسب من ارزاقنا وضموها لأرزاقهم فكان الغنى الفاحش لهم والفقر والفقر المدقع لنا، فكان منهم أرباب المعامل والمصانع والمتاجر والضيعات وذوي القصور أصحاب شاحنات وحافلات وأساطيل صيد بأعالي البحار والشركات وأسهم في الشركات.. وكان منا العمال والصناع والحرفيون والرباعة بالأراضي والخماسة. وماسحي الأحذية بالشوارع وخادمات البيوت والسائقين والمتسولين..
الأسياد بأموالنا اشتروا كل شيء، اشتروا اعراضنا، اشتروا دمائنا، اشتروا أعضاء اجسادنا، اشتروا اصواتنا وحكمونا رغم انفنا. فكان منهم البرلمانيون والمستشارون وكانت منهم الحكومات ووزراؤها. فقد تحالفوا ليصبحوا أعزة وأسيادا ونصير نحن الأذلة..
وقد صار الأسياد ما صاروا بأموالنا، ما فتئ الجشع يدفعهم إلى نهب خيراتنا وبرنا وآخر برنا وبحرنا وحتى جونا. فتراهم يسرقون بنوكنا ومؤسساتنا ورمال شواطئنا وحوت بحرنا ومياهنا وثمار أراضينا.. وتراهم بأموالنا يحطمون أخلاقنا بإفساد بناتنا وأبنائنا بتقريب الرذيلة والخمر ونشر الغدر وكل ما أهلك العقل وإرسال فلسفة وحياة العلب الليلية وقاعات القمار الى أبوابنا. والتغرير بنسائنا وإكثار اولاد الحرام واللقطاء في صفوفنا..
وكلما حاولنا المقاومة في وجههم دفاعا عن أرضنا وعرضنا وما تبقى من أخلاقنا وأموالنا، قاتلونا بأموالنا وأبنائنا، فقد شكلوا الشرطة والجيش من أبنائنا واشتروا الرصاص المطاطي والحي والقنابل المسيلة للدموع والحارقات والدبابات والمدافع والطائرات من اموالنا.. فصرنا جاثمين بالبيوت والضيعات والمعامل وكأسراب جراد تائهين بالشوارع، حاقدين غاضبين قانطين متحسرين قلقين غير مطمئنين وأمنين… نترجم ذلك بجرائدنا وببعض شطحاتنا هنا وهناك وهنالك وخائفين من عدو أرعن لعين..
ونتطلع الى يوم يصحو فيه ضمير أسيادنا أو يناديهم مناد من السماء يرعبهم الى هول ما اقترفوه وما سيلاقونه يوم لقاء الله.. فيخجلوا من أنفسهم ويدروا أن نعيم الدنيا غير دائم ويأخذوا العبرة من أمثالهم عبر التاريخ، فيعيدوا لنا أموالنا وأراضينا ومعاملنا ويشركونا فيما تبقى لديهم مع أبنائهم فاتحين الباب للإخوة من جديد ويشطبوا على التشريعات الضارة بنا من قوانيننا ومدوناتنا ويغلقوا حانات الخمر ودور القمار ويكتبوا على ما تبقى منها خاصا بالنصارى واليهود والمجوس والكافرين وحرام على المسلمين. نتطلع فيه الى يوم يفر فيه المسؤولون ويعزفوا عن الترشح ويقبلوا الى جانبنا على البحث والتصويت على من هم أهل لها من علماء الأمة والمفكرين. نتطلع ونتطلع وليس لنا الا التضرع الى الله سبحانه وتعالى بجوف الليل وبالمساجد ليصبح الحلم حقيقة مع إرخاء السمع والحس الى المهدي القادم..
وحتى لا تكون فقط صيحة للنكابة والمكلومين او بكاء على قبور المندثرين، فإن الدعوة مفتوحة بصدق اليقين، لكل شرفاء هذا البلد والصالحين لرفع لواء جهاد الفساد والمفسدين وخندقتهم في السجون والزنازين ومبتغانا الأكبر أن رمز البلاد وملكها هو عوننا الأمين في إجبار وقهرة كل أشياع وأطياف ظل الانحراف والمتكبرين..

اقرأ السابق

أطباء أقسام مراقبة الاوبئة بالمملكة في واجهة التصدي ل”كوفيد 19″ والدكتور “عروش” نموذجا

اقرأ التالي

درك الجديدة: هل تعلم؟ وإن لم تكن تعلم، فهذه مناسبة لتعلم!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *