بقلم: محمد عصام//
لم تعد الخيانة بين الزيجات ممقوتة، وصار العري والزنا بين البنات شيئا مالوفا..
ولم تعد الرشوة بين الناس شيئا مذموما، وصار العطاء لقضاء المآرب هنا وهناك عرفا ملزما..
ولم يعد مال الأمة محرما، وصار التحايل عليه ونهبة صنعة وتفننا..
ولم يعد العدل محبوبا والحق منصورا، وصار الظلم مبجلا ومقبولا وتشد أزره الأيادي النافذة بفعل المال والسلطات وبكل مكان..
سادت المتناقضات تماما، وصارت القاعدة استثناء والناذر حكما، وملئت الأرض فقرا وجورا وأوت السجون غير مذنبين..
وبفعل هذا ولهذا، لم يعد ضمير يخلو من الخوف على وجوده ووجود أبنائه ومستقبل وجوده ووجودهم.. فلا ضامن لإحساس قلبه وتحليل عقله بكسوف قيم الحرية و الديمقراطية والعدل والحق و القانون وصون الكرامة وحفظ الانسانية من الانهيار..
فما تسمع وما تشاهد و ما تعيش أحيانا بنفسك و أنت مجرور بفعل الضرورة إلى التجول بشوارع البلد الحليب و التردد على مخافر إداراته تقضي حاجة أو تجيب دعوة، إلا ما يؤلم صدرك ويصدم عقلك، وقد تتجاوز أحيانا ماكياج لطف الاستقبال وسرعان ما تسقط في خبث العراقيل والتفنن في اختلاقها لتدفع وتجبر نفسك على تعلم الثقافة الدفع، ناهيك عن خبث المؤامرات و المكائد التي تعد ليلا وبعناية سلفا للإيقاع بكل حر كاره لما هو عليه القوم من شر صار عادة وعبادة وهو حرام، انتقاما منه أو إلزاما له على لزوم بيته وترك أمره ونهيه لغيره..
ففي أي اتجاه نسير.. أم نسير دون اتجاه.. وهل تهمُّ القوم وجهة المسير.. أم لا يهم إلا السير.. ولو كان إلى حفرة من حفر جهنم.