لسان الشعب//
في الوقت الذي شوهد فيه المستشار الجماعي باخميس متوح يصول ويجول داخل ردهات محاكم الجديدة صباح هذا اليوم، نجد أن المركز القضائي للدرك الملكي بالجديدة يرد على تعليمات النيابة العامة الرامية إلى تحديد مصدر المخدرات المحجوزة بين المستشار المذكور وعمه، بعدم العثور عليه، والحال أنه موجود ويجالس المسند لهم تقديمه أمام أنظار وكيل الملك في المقاهي ويحتسي إلى جانبهم القهوى والشاي وعلى المائدة علب السجائر الشقراء..
ظاهرة غريبة، يجب على النيابة العامة أن تتصدى لها، وتضع الشرذمة البوليسية أو الدركية التي تعرقل سير البحث تحت المجهر. إذ أصبحت لهذه الشرذمة باع طويل في مجال توجيه النيابة العامة كما تشاء ووفق مبتغاها، حتى جعلت من هذا الجهاز آلة تستعملها كما يطيب لها، بل أصبحت تعليماته حبرا على ورق، وتنفيذها بسرعة البرق يبقى من حق من يُحفّـز منجز المسطرة “والفاهم يفهم”..
فكم من مسطرة في إطار البحث التمهيدي ظلت حبيسة مكاتب الشرطة القضائية لشهور وأعوام بمثابة بقرة حلوب بالنسبة لمنجزيها. فكلما طلب متضرر ما مآآآآآآآآل شكايته، إلا وأُرغم على “حك جيبه” مقابل الوعود الجوفاء والوهم الذي سيبيعه منجز هذه المسطرة، وذلك نزولا عند الرغبة المؤدى عنها من لدن المستفيد من التأخير وعدم انجاز المسطرة حتى يطالها التقادم، وبالتالي يكون كـ”المنشار طالع واكل نازل واكل” من جهة، ومن جهة أخرى يغل يد جهاز النيابة العامة ويفرض عليها قرار الحفظ للتقادم..
ومثل هذا الخبث الذي يتحلّوْن به بعض منجزي المساطر ممن عمروا ردحا من الزمن بمدينة الجديدة، جعلهم يتبجحون ويتشدقون وسط عامة الناس، بأنهم الذين يقررون قبل أن تقرر النيابة العامة كلما حصل الدفع أو التدخلات سيدخل القرار البوليسي على الخط ويوجه القرار القضائي متى شاء وكيفما شاء..
وفي السياق ذاته نعرج على حكايات قضايا إصدار شيك بدون مؤونة، التي أصبحت مدة انجاز مساطرها تستغرق رحلة بين السنة والسنوات، فلقد أصبح إيقاف مرتكب هذا الجرم لا ينطلي إلا على الفقراء، أما الأغنياء فملفاتهم محتفظ بها ومدسوسة في رفوف مكاتب المكلفين بانجازها، وبالطبع فلذلك جزاء.. ولنا عودة خاصة لهذا الموضوع..
وعودة إلى قضية المستشار وعمه وعلاقتهما بالمخدرات المحجوزة وتحديد مصدرها، وتملص المستشار المشار إليه من الحضور أمام وكيل الملك أثناء التقديم يطرح أكثر من علامة الاستفهام وتعجب بخصوص هذا الصمت المريب الذي يخيم على الإجراءات القانونية الصرفة..
الهروب من الواقع لا يجدي مهما طال الزمن، والهروب من العدالة خصلة سيئة، والهروب من مواجهة المنسوب إليك نذالة تستحق التشهير، والفضيحة تنكشف مع مرور الأيام، فانتظر مع المنتظرين فإن الصبح لقريب..