لسان الشعب//
المجلس الجهوي للمفوضين القضائيين بالجديدة، يهوي من القمة إلى الحضيض، يتدحرج من قمة الجبل الى المستنقع، من التألق إلى النكسة، من النظام إلى الفوضى، من الاعتبار إلى الاحتقار، وهلماجرا في سلسلة الانحطاط. هذا استقراء الواقع الأليم، يجمع عليه المطلعون، المقربون والبعيدون، المعنيون بشكل مباشر والمعنيون بشكل غير مباشر، المهنيون والمواطنون، المسؤولون والمهتمون وغيرهم.
هذا استقراء تقييم المرحلة بحياد وتجرد، ومن شكك فلينزل إلى الميدان يشاهد ويسمع، ويوافينا برأيه. الحقيقة المرة التي تفرض نفسها على الجميع أحب من أحب وكره، أنه بمجرد انزواء القرشي الأب الروحي للمهنة بالجديدة، كما يعلم ويشهد العادي والبادي وخاصة المطلعون على تاريخ المهنة بالجديدة، ما أن انزوى الى الظل حتى هوت من عل. هذا ما يردده اليوم أعداء المهنة قبل أصدقائها ” اللبار قضى على المهنة في ظرف سنة” المفوضون القضائيون يصرخون همسا ” أصبحنا مهزلة لا عمل ولا قيمة، راحت الاختصاصات المهمة لغير ذي حق وبقي الفتاة نتسابق اليه لسد الرمق” على اثر هذا الوضع الكارثي هرول العديد من المنتسبين للمهنة إلى طلب الانتقال فرارا من المهزلة، صار كل يوم يمر بمفاجأة تطالع القوم عن رئيسهم كالنكت تضحك و تبكي في نفس الآن كفتاوى الرويبضة. نام نومة أهل الكهف و استيقض بعملة ولى زمانها، فصار كلما نطق يفاجئ من حوله، و كلما أفتى أضحك، و كلما هرول أفزع، يفر من حوله الناس كما يفرون من الأحمق عابر السبيل، والمصيبة أن الرجل لا يدري ويدري أنه يدري، وهذا النوع من الخلائق قال فيهم علي ابن أبي طالب رضي الله عنه” ذاك أحمق فعالجوه” فمن سيبادر الى العلاج و انقاد المهنة من السكتة القلبية؟ أما النكسة فهي حالة. المفوضون القضائييون بالجديدة شرعوا في استقبال التعازي من زملائهم بمختلف أنحاء المغرب ” شدوا حيلـكم” ”البركـة في ريوسكم” ” الله يصبركم ”…
وحسب المطلعين على الأحوال عن قرب، لا وجود من الداخل لرجل رشيد غير من انزووا الى الظل بالاستقالة و راحوا يرقبون غرق السفينة عن بعد فاقدي الحيلة والوسيلة لانقاذها من الغرق. الدليل هرولة الفئة الضالة الى الانتخاب مجرورة رغم الموانع، تريد قمرة القيادة وتدري ضعفها. فما المنتظر من الذي يريد المشاركة في العدو الريفي وهو مشلول.