محمد عصام//
السياسي بطبع السياسة ماكر، والقاضي بطبع الرسالة شريف. لذا تحرص النظم بمعظم دول العالم التزام القاضي بفريضة التحلي بخصلة التحفظ خاصة تجاه السياسي. هذا الأخير لا يترك فرصة تمر دون الاحتكاك بالقاضي للمصلحة، ومصلحة السياسي انحياز القاضي لقضاياه ومن يتمسح به من ذويه ومواليه. مناسبة للتذكير، الخرجة العلنية المثيرة للانتباه، لقضاة بالجديدة إلى جانب عامل الإقليم ورئيس الجماعة الحضرية بالجديدة وحواشيهما بمناسبة ذكرى إدارة السجون..
والمثير للرأي العام تتبعه للشكاية الجاري التحقيق فيها من قبل قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف بالجديدة، حول جرائم تزوير مقترفة بجماعة الجديدة، أحد المتهمين بالضلوع فيها “بنربيعة” رئيس الجماعة المذكورة، وشوهد قاضي التحقيق ضمن المحتفلين إلى جانب “بنربيعة”. والمثير للرأي العام المتتبع ترفع هذا الأخير عن الحضور كمشتكى به عدة جلسات تحقيق ومواظبة المشتكي “محمد شاون” على الحضور وإلحاح على المواجهة ولا أذن تصغي.
والمثير الثالث، الحضور المفاجئ لـ: “بنربيعة” أمام قاضي التحقيق صبيحة يوم 30أبريل 2019 ولدقائق معدودة ومباشرة بعد الظهور المشترك بمناسبة ذكرى إدارة السجون بالسجن الفلاحي بـ: “العدير” مساء يوم الاثنين 29 أبريل 2019
المواطن المغربي ذكي، استنتج أن حضور قاضي التحقيق للاحتفال، جاء بناء على طلب، وخلفه استدراج لغاية انتزاع الانحياز، وتخليص بطل الشكاية من حبالها التي تشده لقفص الاتهام بقوة.
فهل ستنطلي الحيلة على قاضي التحقيق الأستاذ “الدويري” المشهود له بالنزاهة، ويفلت من مكر السياسيين، وينتصر لنبل القضاء، ويريح ضميره والأدلة الماثلة أمامه، كائنا من يكن معنى بالقضية؟ ولو كان رئيس الجماعة؟ ولو كان “بنربيعة”؟ سنرى… الرأي العام ينتظر.