محمد عصام//
يفضل أكلة الحرام منطقة دكالة بكثير، ويفرحون لدخولها ويدفعون للظفر بمنصب في إداراتها، فالغالب بأهل البلد والسائد حب الإنتصار ورفض الهزيمة ولا يهم الثمن ولا يهم ما أخذوه، أهو حقهم ام حق غيرهم. انه حب الحكم وحب السلطة والسيطرة. ربما لأنهم عاشوا تحت ضغط ذلك سنين طويلة. وبقي الحنين إلى لعب ذلك الدور والظهور بذلك المظهر وعيش تلك اللحظة كامنا في الهرمونات والجينات وهي تنتقل عبر الأجيال وتتفجر صعودا أحيانا أحيانا، فتهز أصحابها وتمتد الشظايا المتطايرة الى الجيران القريبين والبعيدين،فتجد المحاكم وإدارات الشرطة والدرك وما شابه ذلك ملأى بمثلهم ضربا وجرحا وغصبا وانتزاعا وسرقة ونهبا..
والمستفيد من هذه الظاهرة المرضية أكلة الحرام، فيغتنون بسرعة للإقبال عليه الشديد، والسماسرة المحترفون موجودون جاهزون، من رحل من أكلة الحرام عن المنطقة يسلمهم لخلفه من نفس طينته كتسليمه لمفتاح منزل كان يكتريه..
غريب أمر اهل دكالة، يعرفون أن فعلا سيئا يسيء، محرم اثم فاعله ويدخل الى جهنم، ويأتونه عن علم ودراية، ولا يخجلون ولا يستحيون.. وكأن بارضهم اصليين عرفوا الإسلام فعضوا عليه بالنواجد، وهالهم سلوك أصحابه، ففروا به إلى الجبال وبروا به وأورثوه إرثا حسنا لاجيالهم ..
سبق وأن هبت ريح سوسية برجل على رأس النيابة العامة بابتدائية الجديدة تندهش لاستقامته وجده واجتهاده وأكله الحلال، فتندفع بالصدور كلمة حق لتقال، فتسمعها هنا وهناك وهنالك، بالمسجد، بالشارع، بالمقاهي، بسيارات الأجرة وحتى بحانات الخمرة..
هذه الأيام، هبت ريح دكالة على عاصمتها
بأحد الرجال، حطت به بالمحكمة الابتدائية بالجديدة خلفا لسلفه اعلاه، شد الأنظار إليه بشدوده عن القاعدة، قاعدة أكلة الحرام، بتميزه بجده ورزانته واستقامته ونصرته للحق وانسانيته وحبه للحلال وكرهه الحرام..
والشهادة بالرقبة في حق الرجل أمانة يجب أن تقال، واحدة للدنيا وللعباد، والأخرى ليوم الحساب ولرب العباد، يوم يقول سبحانه: ايها المظلوم تقدم، ايها الظالم لا تتكلم لا ظلم اليوم.. يومها نشهد للرجل: لقد أديت الأمانة.. مثلما سنشهد لسيد البشر ونقول لقد بلغت الرسالة واديت الأمانة ونصحت الأمة وكشفت الغمة وجاهدت في الله حق جهاده..
سيقول المنافقون شيئا.. لاننا ما عودناهم الشكر وهو ناذر منا نذرة الحق وأصحابه والله لو بدا غدا شيئا يسيء للعدل لجهرنا وشهرنا به لتقويمه..