حكم قاض بابتدائية الجديدة بمثابة جريمة تستحق المحاكمة

محمد عصام//

يخطأ القاضي عندما يعتقد أنه وحده من يصدر الأحكام، فيتهور أحيانا أو يستبد عندما ينفرد بإصدار أحكام لا تقنع أحدا سواه. المغفل يجب أن يعلم أن الشعب من ورائه يحكم أيضا، والإعلام يترجم حكم الشعب وينقله إلى من يهمه الأمر..

يخطأ أيضا من يعتقد أن العجائب والغرائب قد توجد في الطبيعة فقط، وإنما الكم الهائل موجود أيضا في الأحكام التي تصدرها ابتدائية الجديدة..

وحسب الشكاية التي توجه بها “أحمد ختيم” إلى المجلس الأعلى للسلطة القضائية حول حكم يبدو غريبا أصدره القاضي “عبد العزيز النادي” في القضية جنحية 16/4701. وبالإطلاع على الحكم وعويل الشكاية، يمكن تفهم دواعي العويل ودواعي الشكاية، قضية متكاملة: تهمة فمحاكمة ثم حكم ابتدائي واستئنافي ونقض، البراءة للمتهم “أحمد ختيم” بخصوص جناية هتك عرض قاصر، والتي لو تبثت لكانت العقوبة سنوات من السجن.

وحيث المحكمة خلصت إلى الحكم بالبراءة، فهل يعقل أن تكون الشاهدة على فعل هتك العرض بريئة من تهمة شهادة الزور؟ بالطبع لا، بل أدينت بسنتين حبسا نافذا، وهل يعقل أن يكون نصيب المشتكية زوجة القاضي المُقَال في شأن هتك عرض ابنتها القاصر كذبا وتلفيقا، المستفيدة من شهادة الزور بريئة من الوشاية الكاذبة؟ بالطبع لا، هذا الحكم يتفق عليه العاقل والأحمق، العالم والجاهل، إلا القاضي “النادي عبد العزيز”،  الذي حكم بالبراءة على المتهمة المذكورة، رغم تحديها للمحكمة برفض الحضور لجميع جلسات الحكم ترفعا وغلظة لموقعها المشار إليه..

 فهذا الحكم يجعل من القاضي متهما بارتكابه جريمة إصدار حكم غير عادل في نظر الشعب والقانون. إذن أصبح حكم القاضي بخصوص براءة زوجة القاضي المُقَال محل محاكمة شعبية، هي اليوم قضية معروضة على أنظار الشعب بمختلف أماكن جلساته، سواء بالمكاتب أو بالمنازل أو بالمقاهي أو غيرها، الطرف الثالث الذي استدعيّ للمشاركة في النظر في التهمة الموجهة للقاضي المشار إليه بخصوص إصدار حكم غير عادل هو المجلس الأعلى للسلطة القضائية، والاستدعاء هي شكاية المشتكي وتتبع الشعب عبر وسيلة إعلامه هذه..

إن الحكم المومأ إليه، يؤكد انحياز القاضي “النادي عبد العزيز” لزميله المقال ومحاباته وإرضائه ضدا على العدالة والقانون. هذه الألوان من الأحكام التي لم يعد يستسغها المواطن المغربي ويلتزم الصمت حيالها، وكأنه يدق ناقوس الخطر لضرورة التدخل الحازم ضد ثلة من القضاة يُسَوّدُون وجه العدالة ويضرون بسمعة القضاء وشرفاء المهنة الدين أصبحوا يجدون حرجا في الانتساب لهذا الجهاز.. وللحديث بقية..

اقرأ السابق

عندما يزداد النباح من حولك! فاعلم أنك أوجعت الكلاب!

اقرأ التالي

الحركة التصحيحية آخر مسمار يدق في نعش حزب الزيتونة و”بنعلي” يستنجد بالزاوية الإلهامية التونسية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *