زيان وموضة الهجوم على رموز المؤسسات للتميز ..مراهقة بعد الأوان

محمد عصام//

إذا كانت حرية التعبير و حرية الرأي، قيمة من أسمى القيم، التي تستحق من الصحفي النصرة و الاحتضان، الرعاية والتبني، فيصعب على هؤلاء القوم نقد أو انتقاد بعض رموز هواة التغني بهذه القيم واستغلالها كلما سنحت الفرصة، وكلما أينع رأس رمز وتصرف تصرفا لا يروق الرجل. الصحفي المقتدر لا يراوده الشك، وهو يستمع ويشاهد مستملحات زيان في إدراك المبالغة والتحامل المجاني أحيانا.

 إن أفعال العقلاء تصان عن العبث، فما عسى عقلاء المغاربة ينظرون في تبني الرجل زيان، لخط النهش في رموز مؤسسات الوطن؟

إن القَدرَة والمُقتدرة من رموز مؤسسات الوطن، يعرفها الشعب بعامته   وخاصته. لذا ترى الشرفاء العقلاء يصمتون تجاه خرجات زيان وأمثاله، إذا همت شخصيات مقتدرة مروءة لا إمْعَة ولا تقبلا. لكن ربما هذا الصمت خاله زيان، ومن على دربه تصفيقا حارا، تترجمه له ابتسامات وهمس حضور تصريحاته، خاصة المظهرة الإعجاب من زبانية صحفييه.

إن حَيْدَ زيان عن الخط في الهجوم على سياسيين، أمثال أخنوش والعماري… لهم ما لهم و عليهم ما عليهم، إلى تعميم العويل ليشمل رئاسة النيابة العامة، والتي للتو ولدت وما تزال جنينا يحظى وطنيا    ودوليا بالعناية والرعاية، عل وعسى يتحقق المبتغى وتنجح التجربة،   ويصير الوطن هذا المغرب العزيز علينا، ذلك البلد المتخلف من طرفهم و في نظرهم، رائد تجربة جديرة بالتعميم، فيكتب اسم المغرب بمداد الفخر في السبق وجرأة الخروج عن المألوف.

أليس ادن هذا الهدف الذي يرمقه الشعب المغربي من استقلال النيابة العامة عن مؤسسة وزير العدل، ويصبر على نجاحه العقلاء، يمتصون المحتمل من هفواته وحتى أخطائه، ويرفعون من قدر نجاحاته، يشفع للصمت و الانتظار، وإذا جُبل المرء على النهش، فبالحسنى.

إن خنجر الوطنية مسموم يا زيان، فلن يقبل المغاربة استعماله واستمرار الإمعان في استعماله لتحقيق النتيجة المعاكسة الإضرار بالوطن.        إن الذي يعادي الوطن تميز بعدائه، شره محدود، يتفهم المتلقي كلامه، دواعيه ومبرراته، أما ابن الوطن وحبيب الوطن، فيصعب تفهم سر تسديد الضربات إليه بدافع حمايته من شر رموز مؤسساته. أظنه شائع بوزن الحقيقة أن المغاربة أذكياء، لا يستمرون منخدعين لمدة طويلة، فقد يدركون بحذقهم و عفويتهم الصادقين في صدقهم والميالين للفتن، فكم من إمام مسجد أو راهب كنيسة كافر.

لن أطيل على القارئ العزيز، فلربما خير الكلام ما كان قليله يغنيك عن كثيره، وتمهيدا للحلقة القادمة حول زيان، تساءلوا معي عن سر صمت مؤسسة المحاماة؟ أهو الإحراج من استنكار فعل الرجل المحامي، تجاه مؤسسة رئاسة النيابة العامة، أم هو حمد لمشروع الإستراتيجية النضالية القادمة.

 إن المتتبعين يخشون، أن يخشى شخص المحامي، من خلف شخص زيان، حلول خريف حصد المكتسبات، بالشعور بالسير بالمهنة نحو المعقول، فقد ولى زمن “الوزير ديانا انحقوا اللي بغينا” ويكون عبر الشعور واللاشعور مبرر أيضا لحماقة زيان تجاه رئيس النيابة العامة.

اقرأ السابق

الخط الأحمر والخط الأخضر فأيهما مستحب

اقرأ التالي

في الحيـــاة دروب ومن صـــــار لا يرجـــــع؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *