بقلم: محمد عصام//
شيئا فشيئا أصبح المعاقون في المغرب يحتلون الواجهة، وبفضل التوجيهات الملكية السامية أصبحت هذه الفئة من المواطنين تحس بانتمائها الوطني وتحس باهتمام رسمي وحقيقي لمشاكلها ورغبة في النسيج الاجتماعي والاقتصادي.
وإذا كان هذا هو حال المعاقين الحقيقيين، فإن هناك معاقين وهميين يحتاجون إلى نوع خاص من الاهتمام الصارم، والمقصود طبعا، بعض المسؤولين الذين وُضعت فيهم الثقة ليترأسوا بعض الإدارات، والدين دخلوا يوم تعيينهم (بعضهم بظهير)، أصحاء يتمتعون بكافة حواسيهم (السمع، البصر، الشم…) لكن بمجرد ما يحسون بحرارة كرسي المسؤولية يفضلون الانضمام إلى فئة المعاقين، فمنهم من ينضم إلى فئة الصم فتجده يصم آذانه عن سماع شكاوي المواطنين المظلومين، ولو ارتفعت أصواتهم واحتجاجاتهم، ومنهم من ينضم إلى فئة العمي فيغض الطرف عن كل مظاهر الفساد المتواجد بإدارته، ويتظاهر بعدم وجود خروقات ومظالم ومخالفة القانون، ومنهم من ينضم إلى فئة المقعدين فتجده يجلس في مكتبه الواسع جدا والمكيف جدا، ولا يكلف نفسه عناء الانتقال إلى الأحياء المهمشة أو إلى المصالح التابعة لإدارته لإجراء المراقبات التي يفرضها عليه القانون لمعرفة المشاكل التي يتخبط فيها المواطنون. ومنهم من تجدهم ينضم إلى فئة البكم، فإذا زاره مستثمر أجنبي، رأيته لا يقدر على الكلام وعلى التواصل معه، ويكتفي بتمتمة بعض الكلمات وتوزيع الابتسامات.
إن ما يطلبه المواطنون هو أن يكون لديهم مسؤولون يتمتعون بالحواس الخمسة، ولا يطلبون الحاسة السادسة، إن هذه النسخة المزورة من المعاقين تحتاج إلى من يهتم بها، والإهتمام يكون بمراقبتها وتفتيشها حتى تتعامل بجدية مع مشاكل المواطنين بدل أن تتظاهر بإعاقات وهمية وخيالية..