محمد عصام//
بداية، لا بد من الاعتراف بأن الحديث الطويل الحزين عن الاتجار في المخدرات بجميع أصنافه بدوار البحارة التابع تربيا للدرك الملكي بسيدي بوزيد من قبل المدعو “أسامة البزناس” وعشيقته “ندى” المحميان من طرف بعض دركيي مركز سيدي بوزيد بواسطة الدركي المسمى “رضا” الذي تم إبعاده من مدينة الجديدة إلى بوعرفة نواحي الحدود الجزائرية، بناء على مواد إعلامية تبنتها جريدة “لسان الشعب” لما كشفت أن هذا الدركي المعلوم له باع طويل في المشاركة مع مافيا تهريب المخدرات، وظهرت شبهة ضلوعه الواردة من منطلق سنة 2017 لما كان فقير الحال، واضطر للاستعانة بزملائه بمركز سيدي بوزيد لسداد نفقة امرأة طلقها، ولم تمض سوى سنتين على التحاقه بسيدي عابد، حيث كانت تنشط مافيا تهريب المخدرات، حتى ارتقى إلى مصاف الأغنياء واشتهر بثروة كبيرة ضخها في عدة عقارات..
وعودة إلى إجرام المدعو “أسامة البزناس” الذي له عدة سوابق عدلية في الاتجار في مادة الشيرا والقرقوبي والسيلسيون وغيرها. والذي أيقض النفوس أحاديث أخرى زيادة على المعاناة، حيث أضيفت إلى خانتها ظاهرة استقطاب المدمنين من جميع أنحاء مدينة الجديدة، فساكنة دوار البحارة تبحث عن منقذ لها من المآسي التي تعيشها بسبب تزويد شباب الدوار بالمخدرات من أجل التجارة من قبل “أسامة البزناس”، بالإضافة إلى ولوج التجار والمدمنين إلى الدوار المذكور لتزويدهم بمادة الشيرا والقرقوبي والكوكايين والسيلسون بالجملة والتقسيط..
فإن حملتك الأقدار إلى زيارة دوار البحارة، فكن متأكدا أنك ستصاب بالدهشة والاستغراب، وتحس بالذهول وتشعر أنك في عالم الخيال، وتساورك أفكار وأفكار.. وتدعوك الضرورة الملحة لطرح أكثر من علامة استفهام وتعجب حول من رخص بهذه الأسواق المحظورة؟ ومن هي المظلة الحديدية التي تقي “أسامة بزناس” وعشيقته “ندى” شر المتابعة والعقاب؟ ومن نص على هذا التوجه الذي وجد إقبالا من طرف شباب الدوار خاصة وشباب المدينة عامة؟ فعوض أن يتم إيقاف هذا “المجرم” صاحب العديد من السوابق العدلية في مجال الاتجار في مادة الشيرة والقرقوبي وحاميه “الدركي المعلوم“، يجد بعض الدركيين أنفسهم مرغمون على الانخراط في هذه اللعبة الدنيئة التي يشاركون فيها، مع العمل على تكريسهم لمثل هذه المشاريع غير المرغوب فيها. فهم على علم بما يجري ويدور داخل هذا الدوار، وربما القاعدة الشهيرة الداعية إلى “انصر أخاك ظالما أو مظلوما”، هي التي جعلت الدرك الملكي بسيدي بوزيد يتغاضى عن ذلك..
وللتوضيح، فإن عشيقة “أسامة البزناس” توهم بعض دركيي مركز سيدي بوزيد وهي تحمل المخدرات في ملابسها الداخلية فيما عشيقها تكون جيوبه فارغة أحيانا ومنزلهما غاص بالمخدرات بجميع أصنافه..
ومعلوم أن جهاز الدرك الملكي في جوهره صفاء ونقاء، وإذا ما حام حوله الصالحين يزداد حسنا وجمالا، وعكس ذلك، إذا تولى أمره أشرار وفاسدين يسود لونه ويغيب بريقه..
منذ زمن لا يعد بالقصير، عشش فساد بمركز سيدي بوزيد، ولم يشرع في الظهور للعلن إلى بعد ما استفحل الفساد ونفذ صبر الأحرار العارفين العالمين الصامتين..
إن تولي مهمة رئاسة تسيير مركز سيدي بوزيد من قبل شخص ينتمي لجهاز الدرك الملكي، كان السبب الرئيسي في الفساد وفي التستر عليه والحيلولة المعنوية دون تناوله والحديث حوله..
وإلى ذلك، علمت “لسان الشعب” أن بعض دركيي المركز المشار إليه في الوقت نفسه عطلوا القواعد الواجبة التطبيق، وعوضوها بقواعد النفوذ ولغة الاستبداد.. وللحديث بقية..