محمد عصام//
عندما تعمى أعين الدولة عن البصيرة، بفعل الجشع والطمع، فتلك مصيبة كبرى، صغار السلاليم يستبدون بالسلطة ويصل بهم الحد إلى تجويع الناس..
دون شك، فبعض المسؤولين بالقيادة التابعة ترابيا لجماعة مولاي عبد الله ومن يدور في فلكهم، يحتفلون بين الفينة والأخرى بأعياد استغلال النفوذ الذي عاش مرارتها المغاربة في عهد الاستعمار، وفي عهد الاستقلال على يد بني جلدتهم من الذين لم يقيموا للحقوق وزنا واعتبارا..
ولما هبت رياح التغيير والإنصاف والحق من الخارج ساير الوطن مجرى التيار، تراجع بعض الطغاة، وثاب منهم من ثاب، وأجبر منهم على الثوبة من أجبر، ومن الطرائف أن بعض المسؤولين وأعوان السلطة وموظفين بالقيادة المذكورة رفضوا الثوبة..
لمسنا هذا لما اتصل بــ “لسان الشعب” العديد من مواطني الجماعة المومأ إليها، كلهم استنكار وامتعاض من سلوك الذين لا يهمهم محاربة الفساد الظاهر، بقدر ما يهمهم ما جنوه على حساب البناء “الرشوائي” فوق الملك العمومي وغيره، بالإضافة إلى فتح محلات تجارية من منازل عشوائية وبدون تراخيص، زد على ذلك، التراخيص الغير القانوني لفائدة سلطة المال والجاه والنفوذ..
وهذا لا يعلم به قائد المنطقة، وهذه مناسبة ليعلم بها ويتصدى للفساد والمفسدين، فقضايا كبرى تكتسي الطابع العام في المعالجة، تحتاج من مسؤولي الوطن أحيانا وقفة الرجل الواحد، سواء من حيث ثبات الموقف أو من حيث الدفاع عن القضايا المسمومة، خاصة إذا كانت عادلة عدالة الداخل والخارج..
وليعلم قائد المنطقة أن بعض رجال السلطة بقيادة مولاي عبد الله يناورون ويتحايلون على أمخاخ وعقول بعض السُدَّج من المنطقة، ففور ضبط مخالفة ما تتعلق بالبناء العشوائي، يحج بعض مسؤولي ومعه الشيخ والمقدم إلى عين المكان موضوع البناء غير المرخص، ويحرر محضر مخالفة في المهد، وما هي إلا ساعات معدودة، حتى يعود المقدم أو الشيخ عند أصحاب المخالفة ويقول لهم إن أردتم أن تتموا بناءكم فعليكم الدفع مقابل عشوائية البناء، فالقائد مستعد لغض طرف عن ذلك، مقابل “تهلى فيه”.. فتُقضى الحاجة ويشرع المخالفة في البناء في اليوم الموالي من تاريخ زيارة أحد المسؤولين وحشيته مكان البناء العشوائي..
وإن لم تكن الرغبة هي خلق هذه الآلة الضعيفة والحفاظ عليها وضمان استمراريتها لاستعمالها وحيثما يجب، فكيف سمح بوجودها وفي زمن قياسي، وخرقا للقانون، وضدا عن الإرادة الملكية الهادفة بشكل حثيث إلى محو كل المساكن العشوائية من الخريطة السكنية بالوطن..
ونعد القارئ العزيز والمواطن المضطهد من سلوك بعض مسؤولي القيادة المشار إليها بسرد تفاصيل النقط السالفة الذكر في إطار حلقات على شاكلة سلسلة فلم تركي.. وسنتطرق من خلال الحلقة اللاحقة إلى بعض “تحرميات أولاد الحرام” من أجل الكشف عن فضائحهم..