محمد عصام//
أكلوا الأموال العامة والخاصة بالباطل، لا يفارقهم الرعب أبدا، وإنما يصاحبهم حتى لحظة خروج أرواحهم. الخوف الذي يساورهم مزدوج المصدر، واحد من السماء وآخر من الأرض. الأرواح بداخلهم تدري أن السماء تعلم صنيعهم، وذاتها ترتعد من علم الدنيا بفعلاتهم والعزم على محاسبتهم ومساءلتهم..
أرق هذا الرعب المعاش في السجن المحلي سيدي موسى بالجديدة وجد له مدير المؤسسة ورئيس المعقل علاجا في الابتزاز والرشوة. هذا المدير يتحدى أوامر جلالة الملك ويظهر أنه قدوة في محاربة الفساد، ورئيس المعقل قمة الوقاحة يدعي حماية السجن والسجناء، فالشر تمكن من قلبه وسرى في جسده واستفحل..
نقط أفاضت الكؤوس، ستتناول “لسان الشعب” هذه المادة الإعلامية حول هذه النقط، وستؤجل معالجة ماء الكؤوس لحين استكمال واستجماع المعطيات النتنة حول ما أصبح يُــعرف بظاهرة جني الأموال المسمومة. ذلك أن الأوراق للتو تتساقط حول هذه القضية بمجرد العلم باهتمام “لسان الشعب” بهذه الفضائح..
وعودة للنقط، فقد علمت “لسان الشعب” من مصادر قريبة من مسؤولي إدارة السجن، أن هذان المسؤولان المومأ إليهما يسيرهما اباطرة المخدرات بمنحهم أموال طائلة، ونزولا عند رغبتهم، دسا هذان المسؤولان رقاب باقي السجناء، فأذلوهم واستعبدوهم وأرعبوهم وعذبوهم لعشقهما وحبهما للمال الحرام..
وأردفت المصادر ذاتها، أن السجين المدعو “الكايم خالد” انتحر شنقا وبدل انتظار الشرطة المختصة لمعاينة الحادث تم فك عنقه من ربطة الانتحار ووضعه فوق بساط..
هذا الحادث لا ينبغي أن يمر مرور الكرام، ولا ينبغي الوقوف عند هذه الحالة وتطبيعها، فربما هي مجرد شجرة تخفي غابة ممن يعانون من جور احكام وتعمقت معاناتهم بجور السجان، وهم بذلك قاب قوسين او أدنى من الانتحار بدورهم..
الرأي العام يتساءل ومن حقه المعلومة الصريحة والحقة، ومن فرط في عمله العقاب نصيب ورزق ساعة الزمن إليه..
على الجهات المسؤولة أن تسارع إلى التحقيق والقيام بما يجب كيلا تصبح حياة وأرواح حياة المواطنين وإن كانوا سجناء بسبب ما كان لهم السجن قضاء وقدرا أهون من أرواح العصافير..
وصلة بالموضوع، تقدم السيد “مسعود فيدي” نيابة عن شقيقه “عبد الله فيدي” الذي يقبع داخل السجن المحلي بالجديدة تحت رقم: 72776 بشكاية إلى جناب السيد الوكيل العام باستئنافية الجديدة تحت عدد: 2024/3107/36 بتاريخ 17 يناير 2024، مفادها أن السجين المدعو “عبد الله” قد تعرض لتعنيف لفظي وجسدي على يد رئيس المعقل بأوامر من مدير المؤسسة السجنية، وتم تحويله من زنزانة طبية وضعه فيها طبيب المؤسسة السجنية إلى غرفة خاصة بمرض داء السل التي تتنافى ووضعه الصحي، وحل محله سجين آخر لا يعاني من أي مرض، استجابة لطلبه لكونه ينتمي لصفحة التواصل الاجتماعي المسماة “الفرشة”، وغايتهما طمس معالم جرمهما، لكيلا يتم فضح مساوئهما عبر هذه الصفحة، فيما المدعو “عبد الله فيدي” يعاني من مرض القلب حسب الثابت من ملفه الطبي الموجود بالمؤسسة الذي يشير إلى ضرورة إجرائه لعملية جراحية..
وليعلم هؤلاء السفهاء، أن السجن للأحرار شرف، ومثل هذه القيم لا يفهمها الأرذال من القوم، مثل الشواذ والجاعلين من مزامرهم عملا للأشرار، هؤلاء القوم للخطر الذي يصيب الأمة منهم، أمر الله الفاعل والمفعول به منهم، وفضل الكلاب عليهم ولم يأمر بقتلها وما فيها من خطر على الصحة وسلامة الأمة للوفاء الذي تتحلى به اتجاه أصحابها وأغراضهم..