محمد عصام//
مهمومة.. هَادْ الدَنْــيَــا مهمومة.. نَــوَّحْ يا غْرَابْ هَادْ لْعَالَمْ مْسَالِ.. من منا لا يتذكر هذا المقطع الشهير لناس الغيوان، الذي له مغزى يجب عودة الاستماع إليه، لأنه ينطبق على شرذمة خائنة لثقة مسؤوليهم المحافظين على ثقة الملك..
الحماية الإدارية المبطنة لا تأتي فُرَاضَا، وكثيرا ما يقف وراء هذه الحماية شخصيات وازنة تبقى بعيدة من أن تكون أهل الحل، وينجون منها غالبا المتورطون، وتسقط على رؤوس من تآمر عليه المتآمرون..
ومن صور ذلك، منتشرة بمقر الدرك الملكي بسيدي رحال التابع ترابيا لإقليم برشيد، أرواح الشباب مغتالة في التراب التابع لنفوذهم بسبب الاتجار في المخدرات بجميع أصنافها في واضحة النهار وأمام أم أعين المنوط بهم إيقافهم وتقديمهم للعدالة..
إيقاف تاجر المخدرات بمنطقة سيدي رحال هو الحل المناسب لواقع الحال، وفور أن نشرت “لسان الشعب” مادة إعلامية في الأيام القليلة الأخيرة تحت عنوان: ـ درك سيدي رحال مظلة من حديد تقي شر تجار المخدرات من العقاب والساكنة تستغيث بـ”حرامو”ـ حصل ما حصل، والسبب مضاعفة السعر..
لم يعد الإعلام رسالة لتعرية الحقيقة والتحذير من الخطيئة والحث على التقويم والتصحيح، بل أصبح في عز المسؤولية الفاسدة ذريعة لزيادة الاتاوة.
فهل ما يزال في الحياة من حي لمن نكتب، أم أن لا حياة لمن تنادي؟
وعلى إثر المادة الإعلامية المذكورة.. والتي فحواها هو محاربة هذه الآفة التي تؤدي بشباب الأمة المعول عليه غدا تسيير الشأن العام إلى الجحيم..
وإلى ذلك، علمت “لسان الشعب” أن ردة فعل تجار المخدرات لم تتعد الجهر بالشماتة، لكون المادة الإعلامية المومأ إليها سببت لهم مضاعفة ثمن تستر الدرك المنوط بهم إيقافهم.
فهل صارت “لسان الشعب” مجرد “حياحة” للقناصة لما تناولت معالجة المعضلة لتنظيف البيئة من هذه الآفة، وكأن الأمر شبيه بصياح الحياحة بالغابة لينعم الصيادون بالطرائد الثمينة. يخرج دركيون بالمركز المذكور للتحجج بـ:”لسان الشعب” والربح أكثر، والانتفاع وليس لهم حق التصدي إطلاقا..
فإذا كان الأمر كذلك، فسنكتب غدا لقوم آخر وبهدف آخر غير التنبيه للإصلاح، وإنما لليقظة من أجل سحب الحصير من تحت أرجل البعير..