محمد عصام//
شرع الله القوانين لضبط الحياة والأنظمة، وشرعت تلك الأنظمة نواميسها لضبط وتنظيم تعاملاتها وأحوال أهلها، وسيرا على الركب المقترن بنشأة الإنسان وبدايته، كان طبيعيا أن يعكس إقليم سيدي بنور بكل فعالياته ومؤهلاته هذه الصيرورة والحتم التاريخيين..
وفي هذا المضمار انبثقت مئات المعامل العشوائية بمدينة سيدي بنور، يشتغل بها الآلاف من الفتيات والأطفال الصغار، بعد أن أوهموا الساكنة على أن هذه المعامل دالة على ارتقاء بها..
إذن فما هي يا ترى قصة هذه المعامل العشوائية، بدءا بمخاض ولادتها ومرورا بظلم الأطفال العاملين بها ووصولا لإكراهات الواقع المعاش التي تعيشها الفتيات القاصرات اللواتي تتعرضن للتحرش والاغتصاب والممارسات الجنسية؟
وعلاقة بالموضوع، اجتهد المنتخبون الفاسدون بالمنطقة، وزرعوا عناصر تابعة لفسادهم من أجل خلق معامل عشوائية، في إشارة منهم إلى استقطاب العاملين بها ودعمهم ماديا ومعنويا أثناء الحملات الانتخابية من طرف أربابها، بعد أن عملوا على إخراس أفواه السلطة المحلية لكي لا يطالهم القانون، وبالطبع لهذه الأخيرة نصيب في الكعكة..
وصلة بالموضوع، دأبت “لسان الشعب” على تتبع الملفات المشبوهة، وفي هذا الصدد تُعرض حالة متقدمة تَهُمُّ الفتيات القاصرات العاملات بالمعامل العشوائية اللواتي تعانين الأمرين، جراء كثرة ساعات العمل وهزالة الأجور وضياع الحقوق، بالإضافة إلى المعاملة القاسية التي يواجهونها من طرف المسؤولين هناك، كما أن أغلبهن تتعرضن للتحرش الجنسي وللممارسات الجنسية تحت الدف..
ونظرا لصغر سنهن وقلة تجربتهن يتم التحايل عليهن بسهولة، والأدهى من ذلك، هي المعاناة حينما يشتغلن ليلا، فـ”الباطرون أو الشاف” متربص من ورائهن، وشبح البطالة أمامهن إن غادرن هذه المعامل، الأمر الذي جعلهن يخضعن للأمر الواقع، لأن ليس لهن بديل آخر حسب تصريح إحداهن: “فإن غادرنا هذه المعامل، إلا وأمامنا باب مفتوح للدعارة، لكوننا فقدنا بكراتنا بعقر هذه المعامل ونحن قاصرات، وأصبحنا لقمة صائغة في متناول الجميع، موضحة من خلال تصريحها، أنه حين تستوجب إحداهن، تقول لك بنبرة من الحصرة والاستياء “المكتوب ما عليه هروب”..
وفي السياق ذاته، تعاني ثلة من الأطفال القاصرين مرارة ظلم أرباب هذه المعامل العشوائية، من حيث جريمة استغلالهم كعمال يُجْلدون صباح مساء، ومنهم من يمارس عليهم المحظور دينا وشرعا وقانونا، والفاهم يفهم.. وللحديث بقية..
لنـــــا كلمــــــــــة..
تنبيها لا أمرا، وعامل إقليم سيدي بنور ينسجم ويتضامن مع مرامي وأهداف جريدة “لسان الشعب” التي تكتب عن الفساد إلى حين زواله، ولعل النموذج لذلك، هو فضحها لنبذة من الخروقات وعلى رأسها وجود مقالع “رشوائية” عفوا عشوائية، وفور صدور مقال في الموضوع، أوقف عامل الإقليم العمل بها تجاوبا معه..
وبالمناسبة والمناسبة شرط، تعلن “لسان الشعب” من جديد عن كشف المستور بخصوص المعامل العشوائية المومأ إليها أعلاه وما يدور في فلكها..
وإن كان عامل الإقليم لا يعلم بذلك، فهذه مناسبة ليعلم بذلك، ويعمل على تكثيف حملات التفتيش بجل هذه المعامل للوقوف على إجرام يستدعي عدم الإفلات من العقاب.. ولنا عودة إلى الموضوع لاحقا..