محمد عصام//
يقال أن الفساد جار بالأرض من قبل الأحزاب السياسية الممثلة للحكومة الحالية، ويقال هو فساد حل من جديد حيث حل الفاسدون وحكموا وتحكموا، ومواكبة لسيرورة هذا الفساد، حلت جريدة “لسان الشعب” من جديد لتكون لكل الشعب..
الغاية تزويد كل طاقة خلاقة، حرة، أبية، تغار على الأرض والعرض، والهوية الكبرى والصغرى، بجرعة أو جرعات من أكسجين الحرية في التعبير، التي لليوم، ما تزال الدولة المغربية تسمح بتسريبها عبر الأنابيب القانونية والإدارية لنظمها، نحو خياشيم المواطنين، بمقدار يفوق بكثير ما تسمح به باقي الدول العربية الأخرى، ما أخر لحظة الاختناق وما يليه.. وربما هذه رحمة من الله تؤخر المحظور..
فمرحبا بكل الأحرار، وبكل الأخبار، وبكل الأسرار.. والغاية الفضح للردع، الفضح للاعتبار، الفضح للتعبير، فالسكوت عن المناكر كما يعلم الجميع، العادي، وحتى العالم، جريمة في حق الإنسانية، كالطفيليات تماما، تتكاثر بإهمال التنظيف..
وإيمانا منا بقيم الإنسانية الكبرى، الحرية المساواة الديمقراطية..
وإيمانا منا بأن قيمة الفرد تسمو على كل شيء، لكن يجب تعزيز المصلحة العامة..
وإيمانا منا بأن كل ذا سلطة إلا وهو مجبول على التجبر فيها..
وإيمانا منا بأن كل امرئ هو قاض في محكمة الرأي..
وإيمانا منا بضرورة المحافظة ودائما على حق الكلام والانتقاد والرد على الانتقاد..
وإيمانا منا بأنه قد يكون سوء استعمال الحرية خطر..
وشكا في من ينصبون أنفسهم زعماء رغبة منهم في إنقاذنا من أنفسنا، والناس كلهم مسؤولون عن ما تتقدم أيديهم..
إيمانا منا بكل ذلك، وشكا في واحدة..
ولبحر الظلمات جاءت “لسان الشعب” تحمل شمعة لتضئ فسحة، لتآزر باقي الشموع للتخفيف من عتمة الظلام والزيادة في نور الحق والعدل والحرية..
فمرحبا بكل الأقلام الحرة، ومرحبا بكل من يحمل محكمة بداخله يزن الأمور بميزان العدل، قبل أن يكتب، يتكلم أو يفعل، فالبلاد في حاجة لأبطالها، وكل شخص حر في تحريك ذراعه جيئة وذهابا، ولا تنتهي هذه الحرية إلا في الموضع الذي يطل منه أنف شخص آخر؟..