محمد عصام//
لم تعد الخيانة بين الزيجات شيئا ممقوتا، وصار العري والزنا شيئا مألوفا، لم تعد الدعارة السياسية شيئا مذموما، بل صارت عرفا ملزما..
ونموذج ذلك، القضية موضوع التنازل المؤذى عنه لفائدة أحد أبطال العُهْر السياسي بجماعة سيدي على بنحمدوش بإقليم الجديدة، هذا الأخير استطاع بدهائه الماكر أن يتصدر قائمة خوض معارك “لَيِّ الذراع”، لابتزاز كل من تورط في مشكل سياسي يستدعي رفع دعوى قضائية..
ونسوق في هذا المقام، قضية المتنازل لفائدة المدعو “عبد الإله لفحل” مقابل 50 مليون سنتيم، في الوقت الذي كان ينعت فيه “آل لفحل” بــ”الطاغوت” أمام ساكنة المنطقة صباح مساء وأينما حل وارتحل..
وجاء ذلك، على ضوء رفض السلطة المحلية لطلب ترشيح المدعو “لفحل ع الإله” للانتخابات الجماعية لسنة 2015 بحجة انعدام صحة أهليته الانتخابية، الأمر الذي حدا بهذا الأخير إلى تقديم دعوى استعجالية، طعنا في قرار السلطة المحلية المومأ إليه، فحاز على إثر ذلك قرارا يرمي إلى الإذن بترشيحه، ففاز بمقعد باسم لائحة حزب رمز “التراكتور”..
وهنا وقعت الواقعة، والذي كان سببا في نجاح عملية ابتزاز 50 مليون سنتيم، هو الطعن في عدم أحقية ترشيحه وفق مقتضيات القانون التنظيمي رقم 11/59 باعتبار المبتز وكيل اللائحة، وصاحبنا موضوع الطعن محط عدة خروقات تتنافى وفحوى الأحكام القضائية النهائية التي قضت بعدم ترشيحه إلى غاية سنة 2027.. وهو الموضوع الذي سنعود إليه لاحقا بالدرس والتحليل..
ويشار إلى أن الطرفين موضوع هذا العراك، من طينة واحدة، فلا شيء تحمله طلعاتهما، ولا قضايا يناصراها، ولا مبادئ يدافعا عنها، بقدر ما يمتهنان الدعارة السياسية..
وعليه نقول لهما من خلال هذا المنبر: انزلا ولا تتجسدا في صورة غير صورتكما الحقيقية، حتى لا يقرأ الناس بمحياكما “آيس من رحمة الله”، ونحن نقول بقوله تعالى: “وجعلنا بينك وبين اللذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا ” الآية”..
وإلى الدعارة السياسية نقول: “تجوع الحرة ولا تأكل من ثديها”، وإن لم تستحيي فافعلي ما شئت، واعلمي أن التاريخ سيحاسبك يوما على كل ما فعلت، باعتبارك تحبين كل جبار، واعلمي أيضا أن المواطن يضحك عليك لا لك، وينتقدك وينعلك لان لا ماضي لك يذكر في مجال النضال أو الوطنية.. وللحديث بقية..